دعا رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الى تشكيل “جبهة الاعتدال في لبنان والعالم العربي”طالبا” من 14 آذار وكل السياديين أن يكونوا الركيزة الاساسية لاطلق هذه الجبهة .
و توجه معوض الى العماد ميشال عون قائلا “تخاصمت وتصادمت مع الرئيس رينه معوض عام 1989 واتضح أمامك بالوقائع بعد اغتياله أنك كنت أقرب اليه مما كنت تظن .
وانتقد معوض حزب الله الذي تحول من شريك في الوطن الى قوة احتلال .
كلام معوض جاء في خلال الاحتفال الذي أقيم في الذكرى 24 لاستشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تحت شعار “نحن والاعتدال أكثرية”، عند الخامسة والنصف من مساء اليوم، في مركز “اميل لحود للثقافة والمؤتمرات”، في ضبيه، بدعوة من الوزيرة السابقة نائلة معوض ورئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض.
حضر الاحتفال نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب قاسم عبد العزيز ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، محمد المشنوق ممثلا الرئيس المكلف تمام سلام، جويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، النائب أحمد فتفت ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النائب نهاد المشنوق ممثلا الرئيس سعد الحريري، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المطران جوزيف معوض، معن الاسعد ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، العميد اسماعيل حمدان ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، الأب جوزيف توباليان ممثلا بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر.
حضر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال فريج صابونجيان، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون ممثلا النائب العماد ميشال عون، قائد الدرك العميد الياس سعادة ممثلا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، النائب هنري الحلو ممثلا النائب وليد جنبلاط، سفيرا البرازيل ألفونسو دي الان كاسترو ومالطا شارل هنري، ريشارد مالس ممثلا سفير الولايات المتحدة الاميركية دايفيد هيل، النواب: دوري شمعون، اغوب بقرادونيان، مروان حمادة، محمد قباني، بطرس حرب، أحمد فتفت، نديم الجميل، جان اوغاسبيان، أرتور نظريان، نعمة طعمة، نضال طعمة، كاظم الخير، نعمة الله ابي نصر، أنطوان زهرا، جمال الجراح، خضر حبيب، شانت جنجنيان، مصباح الاحدب، وليد خوري، فؤاد السعد، أنطوان سعد، فادي كرم، جورج عدوان ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إيلي كيروز، ممثل النائب طلال إرسلان مستشاره الدكتور سليم حمادة، وممثل النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس.
وحضر أيضا قائد منطقة الشمال العميد الركن مروان حلاوي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزراء السابقون: سليم الصايغ، يوسف سلامة ومنى عفيش، إيلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، النائبان السابقان: نهاد سعيد وجواد بولس، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نقيب المحررين الياس عون، ممثل نقيب محامي بيروت جورج جريج المحامي سميح بشراوي، العقيد جهاد حويك ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص، العميد الياس البيسري ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد ساسين مرعب ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، محافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش.
وحضر الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، جميل معوض ممثلا رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، المطران بولس إميل سعادة، الأرشمندريت اسطفانوس عبد النور ممثلا المطران الياس عوده، الأب عبده أبو كسم، الاب نادر نادر ممثلا الاباتي داود رعيدي، الاب جورج خضرا، عاطف نهرا ممثلا نقيب اطباء الاسنان الدكتور إيلي معلوف، قائمقام زغرتا إيمان الرافعي، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار” فارس سعيد، رئيس حركة “التجدد الديموقراطي” كميل زيادة وأمين سر الحركة الدكتور أنطوان حداد، شاكر عون ممثلا حزب الكتائب اللبنانية، راشد فايد ممثلا الامين العام ل”تيار المستقبل” أحمد الحريري، سباغ افوبيان من حزب الرمغافار، سيمون درغام من حزب الوطنيين الاحرار، رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، يوسف الدويهي، المستشار الثاني في السفارة الفرنسية جان كريستو اوغ، مستشار سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين توسلي، اللواء اشرف ريفي، جويس الجميل، هدى طبارة عقيلة الوزير السابق بهيج طبارة ممثلة نازك الحريري، داني معوض، ونهاد القادري إضافة إلى أفراد عائلة معوض وشخصيات سياسية واجتماعية واعلامية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وحشد كبير من ابناء قرى وبلدات زغرتا الزاوية والشمال.
بداية النشيد الوطني، فكلمة مسجلة للرئيس معوض تحت عنوان “التاريخ لا يلغى بقرار…”، ثم عرض الفيلم الاول الذي تضمن كلمة للواء أشرف ريفي أشار فيها الى “التطرف ودور المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في مواجهة التكفير والارهاب في لبنان الذي أرسله النظام السوري”.
خوري
وكانت مداخلة للاعلامية جيزيل خوري قالت فيها: “في يوم استقلال، ومع إطلالة زمن تسوية ودستور جديد، اغتالوا رئيس جمهورية الدستور الجديد والتسوية المرتبكة. وبعد كل هذه السنوات، يبقى ملف التحقيق فارغا ويصبح استشهاده وكأنه من مسلمات المرحلة الملتهبة ومن ضروراتها. إنه شهيد زمن الإستقلال الميثاقي. رجل من زمن الميثاق الوطني تغتاله هدنة زمن القتل وبروتوكول الوصاية الآتية. تغتاله وكأنها تزيل آخر أعباء زمن الإستقلال وزمن الميثاق عن زمن التسوية وزمن الوصاية”.
أضافت: “تفادوا في رحيلك الإزعاج، وأنهوا باستشهادك مرحلة، وغيبوا بغيابك صورة من تراث لبنان السياسي الميثاقي الوطني اللائق. نحن شعب، أصبح مستقبله كابوسا، وماضيه حلما. ولكننا سنقاتل، سنجابه، سنناضل من أجل وطن أحببناه، واستشهدت أنت من أجله”.
علاوي
بعد ذلك، كانت كلمة مصورة للرئيس السابق للحكومة العراقية المؤقتة الدكتور أياد علاوي الذي قال: “ان سمة لبنان الاعتدال وهذا ما كان يمثله الرئيس الشهيد رينيه معوض وكان يمثل الأمل لهذا الاتجاه. ولذلك نحن ومنذ سنة 1989 نتذكر موقفه ودوره الرائد وتضحياته وتضحيته بنفسه في سبيل لبنان. وللأسف، أرادت قوى الشر والغدر باستهدافه أن تستهدف لبنان وسلامة شعبه”.
أضاف: “تعتبر المرحلة الآن من أخطر المراحل التي تمر بها المنطقة وخصوصا في ضوء المتغيرات العالمية. وكان المسيحيون دائما متميزين كشريحة أساسية من مجتمعنا العربي بعطائهم وأدائهم والتزامهم وثقافتهم وسلمية توجههم وهذا ما يعرفه القاصي والداني. والمعركة اليوم ليست بين المسيحيين والمسلمين على الإطلاق هي بين المتطرفين والمعتدلين”.
وختم: “التفكير المتطرف سواء كان في السياسة أو المذهبية والتفكير الديني يؤذي المجتمع ونسيجه وتركيبته ويؤدي الى إضعاف الوضع في المنطقة، وهذا ما يجب أن نتجنبه”.
موسى
أما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى فنوه ب”الدور الوطني الذي لعبه الرئيس الشهيد رينيه معوض”، وقال: “ان المنطقة تتغير ولبنان سيكون ضمن المتأثرين بالمتغيرات فيها إذا لعب أوراقه جيدا. الاعتدال أصبح اليوم موضوعا مهما، يجب ألا ننكر تراثنا ولا طبائعنا ولا هويتنا، ولكن هذه الهوية يجب أن تكون مميزة وغير مقيدة. والتراث يجب أن يكون دافعا لنا الى الأمام لا أن يردنا الى الوراء”.
أضاف: “العالم ينفتح على بعضه، ولا يمكن للعالم العربي أو الشرق الأوسط أن يعتبر نفسه استثناء للقاعدة التواصل العالمي، فهذا لا ينفع. ان التطرف يشكل تهديدا والوضع الاقتصادي يلعب دوره، وكل هذه العناصر ستعلب دورها في التغيير المقبل”.
وختم: “ان الاعتدال باعتباره وسطية وطنية وصوت العقل سينتصر في لحظة ما، وسيتغلب الاعتدال والانفتاح. ان المستقبل يتطلب سياسة جديدة مبنية على الاعتدال والتعقل والانطلاق سويا الى الأمام”.
الامين
بدوره، قال الصحافي علي الأمين: “يوم الاستقلال ذاك كانت بداية كربلاء السلم الاهلي، وجلجلة الآلام اللبنانية التي لا نزال نمشي على دروبها حتى هذه اللحظة. نعم الرئيس رينيه معوض كان حسينيا بكل ما للاعتدال من معنى ووسطيا، فالوسطية ليست موقفا مائعا بين الحق والباطل. هو وسطي في مقابل تطرفين: تطرف العداء للمحيط العربي والاسلامي وقضاياه، وتطرف الاندماج والتبعية لانظمته المستبدة الجائرة، لذلك قتل. لم يكن قائد ميليشيا ولا هاوي حروب، كان رجل دولة طامحا لاستكمال حلم الشهابية ومشروعها في بناء دولة القانون والمؤسسات، والسيادة. عبر في تلك الايام القليلة في الرئاسة عن ارادة الشعب بالخلاص من الحروب العبثية ودولة الميليشيات وسعى لاستعادة الدولة، لذا كان اغتيال رينيه معوض اغتيالا لمشروع الدولة، ومحاولة قتل جديدة للوطن”.
اضاف: “واليوم خرجت شعوب العرب، وليس آخرها الشعب السوري، للخلاص من هذه الانظمة، ونحن اليوم نشيع الشهيد رينيه معوض فيما يدفن السوريون نظام استبدادهم وقتلهم.
ومن قتلهم ويقتلهم، قتل رينيه معوض لأنه رفض معادلة ان لبنان زاروبا من زواريب سورية، ورفض ان يبقى البلد مجموعة زواريب متناحرة ومتقاتلة”.
وتابع: “قتل اذن، لكي تبقى الزواريب في لبنان، ولكي تبقى الحدود مع سورية غير مرسمة، وباغتياله أسس للبنان الغلبة، ليست غلبة المسيحي على المسلم او المسلم على المسيحي، بل غلبة اللادولة على الدولة، غلبة الوصاية والاحتلال على السيادة والاستقلال، وغلبة الاستبداد على الديمقراطية. قتل رينيه معوض لأنه كان الامين على مدرسة شهابية تقدس الدولة، فلم يكن هاجسه مسيحي بالمعنى الفئوي الضيق، بل كان عصبه لبناني…لو كان رينيه معوض من دعاة نظرية حلف الاقليات لنجا من القتل”.
ولفت الى أنه “كلما صارت قامة من قامات البلد لبنانية بالمعنى التاريخي قتلوها”، وقال: “كلما صار أحدنا لبنانيا قتلوه”.
الجربا
بعدها، كانت كلمة رئيس الائتلاف السوري المعارض في الخارج أحمد الجربا الذي أكد أن “الاعتدال أكثرية في سوريا”، قال: “الرئيس رينيه معوض هو رمز للاعتدال ونحن بحاجة إليه كثيرا اليوم”.
ووصف علاقة سوريا بلبنان بأنها كانت “علاقة احتلال”، وقال: “إننا كسوريين كنا محتلين من قبل هذا النظام. ما عانى منه اللبنانيون عانى منه أيضا السوريون. هذا النظام ماكر وخبيث. لي صديق لبناني كان يقول لي إنه عندما يسمع اللهجة السورية يشعر بالاكتئاب لأنها تذكره بالحاجز السوري الذي أهانه وأهان صديقته وأخته وأمه وأبيه وأخيه. ولكن بعد الثورة صارت هذه اللهجة مثل الموسيقى بالنسبة الى أذني”.
وشدد الجربا على أنه ومنذ آذار 2011 “حصلت مصالحة حقيقية بين سوريا ولبنان، وعرف اللبنانيون أن السوريين ليسوا كلهم حزب البعث أو نظام الأسد أو نظام الممانعة المزيفة”.
ولفت الى أن “الأسد يريد أن يأخذ الطائفة العلوية أسيرة. اليوم الحرب في سوريا هي حرب بين عائلة فاسدة ومعها مجموعة من الشبيحة من كل المكونات ضد الشعب السوري”، وقال: “حاول بعض التكفيريين أن يسرقوا الثورة لكن الحرب في سوريا هي بين الديكتاتوريين والأحرار. يحاول البعض أن يأخذها الى مكان آخر، وهم تحديدا التكفيريون وبمساعدة من النظام الذي كان يدربهم ويرسلهم الى العراق خلال وجود الأميركيين. وهناك تدخل إيراني واضح على الأرض ومعلن وباعتراف الإيرانيين أنفسهم بأنهم موجودون بشكل عسكري. “حزب الله أيضا موجود”. ويوجد متطرفون من العراق”.
وأكد أن “ما يحمي الأقليات في سوريا هو وجود الديمقراطية. وما يحمي التعايش الذي هو ضمانة للأقليات في سوريا هي الديمقراطية، وليس فقط في سوريا بل في المنطقة”.
وعن العلاقات مع لبنان كما يراها قال: “أعتقد أن ترسيم الحدود هو أكثر ما يرتاح له لبنان وسيكون مطلبنا الأول. والملف الثاني هو ملف المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام والذي الى الآن ورغم علاقات بعض الأطراف اللبنانيين ومونتهم على النظام السوري لم يحركوا ساكنا. العلاقات السياسية المتوازنة بين البلدين هو ما سينجح. لا نريد وكر مخابرات في لبنان. نريد سفارة ترعى شؤون السوريين في بيروت وسفارة ترعى شؤون اللبنانيين في دمشق”.
وختم الجربا: “نحن والاعتدال أكثرية. الاعتدال في سوريا أكثرية رغم كل ما تسمعون. هذه القوى المتطرفة الظلامية هي أقلية وأؤكد ذلك. في الحروب يظهر المتطرفون ولكن عندما تستقر الأمور هذه الشوائب تزول. وستنتهي الحرب وتطلع علينا شمس الحرية ونخلص من هذا العهد الذي نعاني منه معا كسوريين ولبنانيين منذ 40 عاما”.
بعدها كان فيلم مصور يتضمن مشاهد يظهر فيها الرؤساء الشهداء: بشير الجميل، رفيق الحريري ورينه معوض.
ميشال معوض
وألقى رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض كلمة قال فيها: “أيها اللبنانيون، باسم أبنائنا، باسم لبنان المستقبل، لبنان الأمل والحياة، أدعوكم الى الالتفاف حول وثيقة الوفاق الوطني، التي هي مشروع للسلام، يحقق الوحدة والحرية والسيادة والتطور. كما أدعوكم الى رفض مشروع الحرب الذي يؤدي الى التقسيم، من دون أن يؤمن قطعا لا سيادة للوطن، ولا حرية للمواطن. إنني أدعوكم الى مواكبة مسيرة الشرعية المصممة على إنهاء الدويلات، وبسط سيادة القانون على كل الأراضي وعلى جميع المواطنين، من دون مساومة أو مهادنة.
وصية الرئيس رينه معوض، خطاب الاستقلال عشية استشهاده سنة 1989:
يخيروننا بين احتلال اسرائيل ووصاية ايران.
لا فرق بين اغتصاب الارض واغتصاب الهوية.
يخيروننا بين ديكتاتورية متوحشة وتطرف ديني إلغائي.
لا فرق بين الشبيحة و”داعش” و”أبو الفضل العباس”
لا فرق بين الذين يقتلعون حناجر البشر ويغتصبون الأطفال ويبيدون شعبهم بالسلاح الكيماوي، وبين أكلة الأكباد، وبين الذين يغتالوننا ويهددوننا كل يوم بقطع الأيدي.
لا يوجد “تطرف بسمنة وتطرف بزيت”، والإجرام لا يكال بمكيالين”.
اضاف: “يكفينا أن يستدرجونا الى معادلة “تا نهرب من الديب منلتجي للضبع وتنهرب من الضبع منحتمي بالاسد”. هذه المعادلة جربناها أكثر من مرة في لبنان، ورأينا الى أين أوصلتنا. تذكروا: لنتخلص من خطر السلاح الفلسطيني، تم القبول بالضبع السوري، وتم رش الأرز على الأسد الاسرائيلي. اكتوينا من هذه المعادلة”.
وسأل: “هل يعقل بعد أن نجد لبنانيا واحدا يحاول أن يعيدنا الى تحت عباءة بشار الأسد في آخر أيامه بذريعة حماية المسيحيين من التكفيريين؟ وهل يعقل بعد أن نجد لبنانيا واحدا يريد أن يقنعنا، أننا لنواجه الخطر الاسرائيلي الذي يهدد أرض لبنان يجب أن نخضع لوصاية إيرانية تهدد هوية لبنان وحريته؟ وإذا كانوا يريدون الإتيان بكل من هو ضد إسرائيل الى لبنان، فليأتوا أيضا بأيمن الظواهري وأمثاله الى كرمنا. وآمل في كل الأحوال ألا يكونوا أتوا به بالفعل”.
وتابع: “لا، لبنان ليس مشاعا لإسرائيل ولا لغيرها، وليس أرض جهاد ولا نصرة. لبنان ليس أيضا ولاية لأي فقيه. لبنان وطن ودولة وهوية وانتماء. لبنان وطن ال6000 سنة تاريخ وحضارة.
نحن اللبنانيين السياديين مسيحيين وسنة وشيعة ودروزا، لن نقبل لا باحتلال اسرائيلي ولا بتسلط ايراني ولا بحماية نظام سوري. لن نقبل لا بالتطرف السني ولا بالتطرف الشيعي، ولا بأي نوع من التطرف. أرضنا وهويتنا، أولادنا ومستقبلنا، لن نقبل بأن يكونوا غنيمة لقوى ظلامية، حتى ولو تخاصمت، تبقى أوجها لعملة وحدة. قوى ظلامية حتى ولو تخاصمت، وجود الواحدة يبرر وجود الأخرى. أو ليست هذه هي طبيعة العلاقة بين بشار الاسد و”داعش” و”جبهة النصرة”؟ بشار الاسد يغذي “داعش” و”النصرة”، ويخرج قادتها من سجونه ليخيف العالم منهم ويبرر استمرار وجوده رغما عن إرادة عن شعبه. نعم قوى ظلامية، حتى ولو تخاصمت، تتفق علينا، تتقاطع مصالحها وتتبادل الخدمات”.
وسأل: “هل هي مصادفة أن لم تحصل ضربة كف واحدة في الجولان المحتل منذ العام 1973؟ اتفاق علينا، وهل هي مصادفة أيضا أن تغض إسرائيل النظر عن دخول دبابات الأسد الى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان إياه لتسهل للأسد ضرب شعبه، تقاطع مصالح؟ وهل مصادفة أن يضع البعض خطوطا حمراء أمام الجيش اللبناني حول مخيم نهر البارد حماية لشاكر العبسي، أو أن يوكل نائبا من كتلته لاخراج عمر بكري فستق من السجن؟ تبادل خدمات. نحن نفهم أن تعمل ايران مصلحتها وليس لدينا أي مشكلة معها في المطلق طالما هي لا تمس بسيادتنا وهويتنا. ومن الطبيعي في السياسة أن تعمل إسرائيل مصلحتها وأن يعمل بشار الاسد مصلحته، وأن تعمل “النصرة” و”داعش” مصلحة القاعدة”.
وأردف: “المشكلة أن هؤلاء جميعا يعتبرون لبنان مجرد ورقة أو ساحة جهاد وتصفية حسابات. وجميعهم بسياساتهم أو بطبيعة تكوينهم يشكلون خطرا على لبنان. لكن الأخطر، وما لا يمكننا أن نتفهمه ولا أن نقبله أن حزبا لبنانيا، يفترض أن يكون شريكنا في الوطن، يعمل على مصادرة قرارنا لينفذ مصلحة ايران وبشار الأسد. ما لا يمكننا أن نفهمه ولا أن نقبله أن يتحول “حزب الله” من شريك في الوطن الى قوة احتلال، حين يهيمن حزب على القرارات السيادية والمؤسسات الدستورية والمرافق الحيوية، مطار ومرفأ وغيرهما، أو يعطلها، يتحول قوة احتلال. حين يكون حزب فوق القانون وفوق القضاء ولا يخضع لأي محاسبة، وحين يكون فوق الدستور وينقض الميثاق ويصادر إرادة اللبنانيين، يتحول قوة احتلال. حين يعلن حزب عن نيته صراحة بتشويه هويتنا وتغيير نمط حياتنا كي يصير لبنان يشبهه ويليق بمقاومته، يتحول قوة احتلال، حتى الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال السوري لم يقدرا، لا بل لم يتجرآ على المساس بنمط حياتنا وحرياتنا الاجتماعية. هذا الحزب اعلن منذ لحظة نشوئه رؤيته للبنان، موهها قليلا بعد الحرب، لكن عقيدته بقيت هي هي: لبنان جمهورية إسلامية تابعة لولاية الفقيه في إيران. حزب لا يريد غطاء من أحد ولا يسأل عن أحد. حزب يريدنا أن نخضع ويدعونا للإستسلام، ساعة بالتهديد والوعيد والإرهاب الفكري والإعلامي، وساعة بالتنفيذ عمليا والتفجير، وأخيرا بالاستقواء بالمفاوضات النووية. لطالما اعتقدنا أن أمريكا هي الشيطان الاكبر، فإذ بنا نكتشف أننا نحن الشيطان الاكبر! تماما كما كانوا يقولون لنا إن السلاح لن يستعمل إلا ضد اسرائيل ليتضح لاحقا أن مشروعهم الأساسي ليس مقاومة إسرائيل، بل وضع اليد على لبنان. يريدوننا أن نخضع ونستسلم؟ وهل نخضع نحن؟ حين اتفقت كل القوى في العالم علينا لم نخضع. طوال 30 سنة من الاحتلال والوصاية لم نخضع”.
وقال: “نحن أبناء رينه معوض الذي استشهد ولم يخضع. نحن أحفاد مار يوحنا مارون وفخر الدين ويوسف بك كرم الذين قالوا “كلا” وقاوموا لنبقى في أرضنا. نحن حماة جمهورية الاستقلال، جمهورية كمال جنبلاط وموسى الصدر وبشير الجميل ورينه معوض ورفيق الحريري. تريدوننا أن نخضع؟ إقرأوا التاريخ يجيبكم. واسمحوا لي هنا أن أتوجه الى السيد حسن نصرالله. سيد حسن، مع احترامي لك، منطق “ما بدي غطا من حدن” لا يمشي في لبنان. مشروع هيمنة فريق على بقية اللبنانيين، كثر جربوه من قبل ولم ينجح، ولن ينجح اليوم. هل من داع للتذكير بكلام قاله كبيرنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك العيش المشترك والميثاق والاستقلال الثاني: “اذا خير اللبنانيون بين العيش المشترك والحرية فان التاريخ يظهر انهم لم يترددوا ابدا – وخصوصا المسيحيين بينهم – في اختيار الحرية التي تشكل بالنسبة اليهم مبدأ لا يتزحزح”. العيش المشترك يا سيد حسن لا يكون بالإذعان. هذه عبرة أساسية من تاريخنا المشترك. الطريق التي تسلكونها لا يمكن أن توصل إلا الى الدمار الشامل. لماذا تريدنا أن نصل إليه؟ حتى الطلاق الحبي يصبح مستحيلا. وحتى فكرة الفيدرالية تصبح مستحيلة عندها لأن في الدول الفيدرالية يتم الاتفاق على الأقل على السياسة الخارجية والسياسة الدفاعية اللتين تشكلان تحديدا نقاط الخلاف الاساسية معكم”.
أضاف: “لا تريدون أن تقتنعوا بتحييد لبنان الذي يشكل جوهر اعلان بعبدا، ولا تريدون أن تقبلوا باستراتيجية دفاعية تحت سقف الدولة، والتي تشكل جوهر طاولة الحوار الوطني. نحن لن نرضخ، ومن المستحيل أن نقبل لا بالخضوع ولا بالطلاق. نحن أبناء رينه معوض الذي استشهد حتى يحقق مصالحة وطنية “لا تستثني أحدا حتى ولا أولائك الذين يصرون على استثناء أنفسهم منها”، نحن رجال الدولة، أبناء الميثاق، ميثاق بشارة الخوري ورياض الصلح وفؤاد شهاب ومحمد مهدي شمس الدين ومار نصرالله بطرس صفير. هذا هو إيماننا، هذا هو خيارنا، الدستور اللبناني، أو الكتاب. الله يرحمك يا فؤاد شهاب. لا خضوع ولا طلاق، بل مواجهة. نعم مواجهة مدنية من أجل لبنان، كل لبنان. جبهة مواجهة، جبهة اعتدال من مسيحيين وسنة ودروز وشيعة، نعم الشيعة الذين باتوا وقودا في معارك إقليمية ويدفعون اليوم ثمن ارتهان حزب الله وخياراته القاتلة، سيارات مفخخة وعمليات انتحارية في قلب الضاحية الجنوبية. مواجهة لحماية لبنان الميثاق والكيان والهوية والصيغة التعددية. مواجهة لفرض الالتزام بإعلان بعبدا وتحييد لبنان، ولحصر السلاح والقرار السيادي بيد الشرعية اللبنانية. مواجهة لفك الحصار عن دستورنا واستعادة مؤسساتنا الدستورية والتأكيد على حقنا بالديموقراطية وبصندوق الاقتراع وتداول السلطة. مواجهة لكي نحمي أولادنا واقتصادنا الحر ولقمة عيشنا واستقرارنا وكرامتنا. مواجهة لكي نحمي نمط حياتنا فنسهر ونشرب ونمارس كل حرياتنا، ونعيش جميعا معا هنا في لبنان، كل على طريقته، ولكن تحت سقف الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية، شاء من شاء وأبى من أبى”.
وتابع: “المواجهة ليست شعارا بل هي قرار، ولا يمكننا أن نواجه التطرف والديكتاتوريات، إلا بقرار جريء بتشكيل جبهة الاعتدال في لبنان والمنطقة. جبهة اعتدال تشكل حلف مبادىء حول قيم الديموقراطية والحريات، والحفاظ على التعددية والتنوع والانفتاح، والدفاع عن حرية المعتقد والتعبير، واحترام الانسان كقيمة حضارية، ومواكبة الحداثة والتطور. الاعتدال في السياسة هو قرار حاسم بمواجهة التطرف. الاعتدال مشروع حياة واستقرار وازدهار في مواجهة التطرف الذي يشكل مشروع تكفير وتفجير وانتحار. الاعتدال مشروع تعددية وتنوع وقبول بالآخر في مواجهة التطرف الذي يشكل مشروع شمولية ورفض الآخر وإلغائه. الاعتدال في السياسة هو الاحتكام الى الدستور والقانون والانتخابات في مواجهة التطرف الذي لا يحتكم إلا الى السلاح”.
وقال: “نعم، تشكيل جبهة الاعتدال، والاعتدال لكي يتحول مشروعا سياسيا يجب أن يكون اعتدالا صلبا، الاعتدال ليس خنوعا ولا ميوعة، الاعتدال ليس ترددا، الاعتدال لا يعني أن نكون “بلا لون وبلا طعمة وبلا ريحة”. هذا هو رينيه معوض اعتدال مؤمن بالتعددية وبالانفتاح على الجميع وبالتواصل مع الجميع. وفي الوقت نفسه صلابة في الدفاع عن اقتناعاته وعن الشرعية وعن لبنان. هذا رينه معوض الاعتدال الصلب في مواجهة هيمنة النظام السوري حتى الشهادة. هذا هو رينيه معوض، وهذه هي صورة لبنان”.
وتابع: “في هذه المناسبة تحديدا، أتوجه الى رفاقي في 14 آذار والى كل رفاقي السياديين، وأدعوهم لكي نكون الركيزة الأساسية لإطلاق جبهة الاعتدال في لبنان. وكما كنا سباقين في زرع بذور الثورات في العالم العربي، فلنكن اليوم رواد تأسيس جبهة الاعتدال العربي، ولنكن شركاء في عالم عربي يشبهنا لكي يبقى لبنان يشبهنا.
المواجهة على الأبواب، ولكي نربحها لا يمكن أن نخوضها بالمفرق. المواجهة لا تخاض لا حزبيا ولا فئويا، لا طائفيا ولا مذهبيا ولا حتى 14 آذاريا بالمعنى الضيق. يكفينا جدلا حول جنس الملائكة، ولبنان الدولة والهوية يسقط. فلنتوقف عن خداع أنفسنا. المواجهة نخوضها يدا بيد، مسيحيين وسنة وشيعة ودروز، تحت راية جبهة الاعتدال، أحزابا وقوى سياسية ونقابات وشبابا وشيوخا وعمالا ومزارعين وإعلاميين ونخبا، مقيمين ومغتربين. وللمسيحيين اللبنانيين أقول: وجودنا على هذه الأرض ليس مصادفة ولا عرضيا. هذا الوجود ليس منة من أحد، نحن انتزعناه واستحققناه بمقاومة أجدادنا وتضحيات آبائنا. نحن لا نحتاج الى حماية لا من أقليات ولا من أكثريات. نحن رسمنا دورنا في هذا الشرق، وقاومنا دفاعا عن هذا الدور. نحن شهدنا لقيم الحرية وحقوق الانسان والنهضة والحداثة والاعتدال والانفتاح. شهدنا واستشهدنا دفاعا عن هذه القيم”.
أضاف: “نحن اليوم مدعوون لنجدد إيماننا برسالتنا ودورنا، مدعوون لنواجه ثنائية الطغيان والتطرف، بلا خوف وبلا تردد. وكما كنا طليعيين في النهضة العربية، نحن مدعوون اليوم لنكون في صلب تكوين جبهة الاعتدال في لبنان والمنطقة. لن يدفعنا أحد الى التقوقع، ولا يمكننا أن ننكفىء لأن النار ستصل إلينا. دورنا ليس أن نتفرج، ولا أن ندعم تطرفا في وجه تطرف أو استبدادا في وجه تطرف. دورنا أن نشكل همزة وصل وتفاعلا ورابطا صلبا بين المعتدلين من كل الطوائف والمذاهب، لأن قيمنا التاريخية ومشروعنا الذي اسمه لبنان لا يتجسدا إلا بالاعتدال”.
واردف: “في هذه المناسبة تحديدا، وبما تحمل من معان، أتوجه الى العماد ميشال عون الحاضر بيننا ممثلا بالوزير غابي ليون، ونحنا نقدر مبادرته الى المشاركة، وأقول له: جنرال، تخاصمت وتصادمت مع الرئيس رينه معوض عام 89. وبينت لك كل الوقائع بعد اغتياله أنك كنت أقرب إليه مما كنت تظن. لكن في النتيجة النظام السوري هو الذي استفاد من هذا الخلاف. اغتال رينه معوض تمهيدا ل13 تشرين، ونفاك واعتقل الدكتور جعجع ليحكم قبضته على لبنان. فلنتعظ جميعا من عبر الماضي. مشروع “حزب الله” الذي سقط القناع عن وجهه لا يشبهك، ولم يعد في استطاعة أحد أن يتعايش معه. وإذا انتصر هذا المشروع، لا سمح الله، سويا سندفع الثمن مرة ثانية. نحترم مكانتك، ونعرف أن مكانك الطبيعي هو حكما في موقع الدفاع عن الدولة والشرعية. أدعوك اليوم، وبكل صدق، الى أن نتخطى الحساسيات والاصطفافات قبل فوات الاوان، والى أن نتلاقى معا ويدا بيد في جبهة الاعتدال لندافع عن لبنان وهويته، وعن الشرعية وعن موقع رئاسة الجمهورية الذي إذا تركناه يسقط ستسقط الجمهورية”.
وختم: “أوجه ندائي لكل قوى الاعتدال في لبنان والعالم العربي، أمامنا خياران: إما أن ننتصر وإما أن ننتصر. نحن أكثرية، حكما أكثرية. ولكن لا يكفي أن نكون أكثرية، بل يجب أن نترجم هذه الأكثرية ونحقق مشروعها. يجب أن “نشمر عن سواعدنا” ونجمع عناصر قوتنا لنحمي خياراتنا، ونواجه معا الأنظمة الديكتاتورية وكماشة التطرف، كل التطرف. المواجهة ليست بين مذاهب وطوائف، ليست بين مسيحيين ومسلمين، ليست بين سنة وشيعة، وليست بين أكثريات وأقليات، جوهر المواجهة هو بين الاعتدال والتطرف ونحن والاعتدال أكثرية، عاش الاعتدال، عاش الاستقلال، وعاش لبنان”.