أكد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض أن “مقاربة ملف النزوح السوري يجب أن تشكل عامل وحدة وطنية حول هذا الملف الحساس جدّاً بعد أن تحمّل لبنان ما لا يمكن لأي بلد أن يتحمّله، وبعد أن عانى اللبنانيون الأمرّين في اقتصادهم والمزاحمة على فرص عملهم نتيجة المنافسة غير المشروعة من النازحين السوريين، وبالتالي بات لبنان يحتاج إلى قرار سيادي على هذا المستوى اتخذه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
ولفت معوّض في حديث لـ”المركزية” إلى أن ما كان يتوقعه “من كل الأطراف اللبنانية المسارعة إلى ملاقاة موقف رئيس الجمهورية ودعمه كما فعل أكثر من طرف سياسي، لا أن يحوّل البعض هذا الملف متراساً للقنص على العهد كما فعل للأسف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، وخصوصاً أن جنبلاط نفسه كان حذّر مراراً وتكراراً من “لعبة الأمم”، فإذا به يساهم عملياً في هذه اللعبة وفي إضعاف موقف لبنان تجاه مجتمع دولي لا يسهّل عودة النازحين إلى بلادهم، وفي الوقت نفسه يرفض استقبالهم على أراضيه كما يتقاعس في تقديم المطلوب منه للدولة اللبنانية التي تكبّدت خسائر هائلة من ماليتها العامة بمليارات الدولارات نتيجة استضافتها النازحين، وهذا ما لا يمكننا كلبنانيين أن نقبل باستمراره”.
وشدّد معوّض على أن “بغض النظر عن السجالات العقيمة التي من الواضح أن خلفيتها ترتبط بالصراعات السياسية والحكومية، والتي نأمل أن تكون طويت صفحتها، إلا أن مضمون كلام جنبلاط يعاكس إرادة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين التي عانت ما يكفي من تبعات النزوح السوري، وبالتالي فإن الهجوم على رئيس الجمهورية وعلى العهد من هذا الباب إنما يشكل هجوماً على إرادة غالبية اللبنانيين التي تعتبر أنه آن الأوان لمعالجة حازمة لملف النزوح عبر وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لتأمين حقوق النازحين وضمان عودتهم الآمنة الى بلدهم من دون ربط هذه العودة بالحل السياسي الشامل في سوريا، وعدم التغاضي عن أي تجاوزات تمسّ السيادة اللبنانية”.
وختم معوّض بدعوة كل الأطراف إلى التوقف عن التراشق السياسي والإعلامي غير المجدي، وإلى الالتفاف حول رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة جديدة بسرعة والبدء بالمعالجات الجدية اللازمة للوضع الاقتصادي والاجتماعي ولكل ترسبات المرحلة السابقة والانكباب على العمل المنتج عوض التلهي بممارسات وأساليب بائدة نحن بغنى عنها”.