أكّد الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوّض” النائب ميشال معوّض أنه في انتظار العودة الآمنة للنازحين السوريين الى بلدهم والتي نتمناها سريعا، هناك مسؤولية دولية لتحسين اوضاعهم في مناطق الاستضافة من جهة ولمساعدة اللبنانيين على تحمل الاعباء الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذه الازمة من جهة اخرى.
وقال: “هذه المسؤولية المزدوجة تجاه السوريين واللبنانيين مسؤولية انسانية واخلاقية وسياسية ولا يمكن ان تكون مسؤولية لبنانية فقط، فلبنان قام بواجباته وقدّم تضحيات وعانى اكثر من اي دولة بالعالم في هذا الموضوع، هذه المسؤولية مسؤولية دولية وبالتالي لا يمكنها ان تتعب او تمل”.
كلام معوّض جاء خلال حفل افتتاح مشروع “حفر وتجهيز بئر إرتوازية في الريحانية” في القصر البلدي في ببنين ضمن إطار برنامج “المساعدة الطارئة في المياه والصرف الصحي للاجئين السوريين والسكان المتضرّرين في شمال لبنان” المنفّذ من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشراكة مع “مؤسسة رينه معوّض”، وبالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة مياه لبنان الشمالي وبالتنسيق مع بلدية ببنين – العبدة.
وحضر الحفل الى جانب معوّض وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل ممثلا بالاستاذ جيمي جبور، المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد ممثلا بالاستاذ غابي نصر، مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في الشمال آيتا شويت، رئيس بلدية ببنين – العبدة كفاح الكسار، رئيس لجنة المياه في بلدية ببنين – العبدة عبد الرحيم ابراهيم، بالاضافة الى حشد من رؤساء البلديات والمخاتير العكارية.
معوض لفت الى “اننا نجتمع اليوم في ببنين البلدة العزيزة على قلبنا كـ”مؤسسة رينه معوض”، هذه البلدة التي اعطت الوطن شهداء وانتماء ونضالا وواجه ابناؤها الحرمان على مدى سنوات لأن الدولة اللبنانية تقاعست عن القيام بمسؤولياتها من كافة النواحي من توظيف وفرص العمل وبنى تحتية بالاضافة الى دورة اقتصادية المحلية”.
واضاف: “كلما تحدّثنا عن عكار نتكلم عن الحرمان وهذا ما نسعى الى رفعه، طبعا الحرمان تفاقم مع انفجار ازمة النزوح السوري التي بدأت منذ العام 2011، والارقام تتكلم فببنين فيها 25 الف نازح سوري وعدد ابنائها 50 الفا”.
واذ شكر اهالي ببنين على استضافتهم الانسانية للنزوح السوري، رأى معوّض ان هذه الازمة اضافت على الحرمان ضغطا كبيرا، وقال: “انطلاقا من هذا الواقع وحاجة ببنين لمياه الشفة قامت مؤسسة رينه معوض وضمن مشروع “المساعدة الطارئة في المياه والصرف الصحي للاجئين السوريين والسكان المتضرّرين في شمال لبنان” بحفر بئر ارتوازية تم وصله بمحطة الضخ التي افتتحت منذ حوالي العام لنؤمن بالتالي 50 ليترا من المياه لابناء البلدة بالثانية الواحدة”.
معوض اكد ان هذا المشروع مساهمة لتأمين حياة كريمة لاهالي ببنين من جهة وللنازحين بانتظار عودتهم الامنة الى بلدهم.
في الختام توجه معوض بالشكر الى المفوضية العليا لشؤون النازحين الـUNHCR لتمويل هذا المشروع الذي وصلت قيمته الى الـ500 الف دولار، وقال: “اهمية هذا النوع من المشاريع ليس في قيمتها المادية بل في تأكيد المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتهم بمساعدة لبنان واللبنانيين لادارة ازمة النزوح”، واضاف: “بقدر ما نشكر المؤسسات الدولية واليوم الـUNHCR نود ان نطلب من الدول المانحة مزيدا من الدعم والعطاء عبر المؤسسات الدولية كالـUNHCR التي تؤكد اليوم مدى نجاحها والتزامها بتنفيذ المشاريع على الاراضي اللبنانية”.
كما توجه معوض بالشكر الى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل، والمدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي جمال كريم، وفريق عمل “مؤسسة رينه معوض” التي تمكنت من رحم الشهادة ان تقوم برسالتها “ليبقى اللبناني بأرضه”، ورئيس بلدية ببنين وفعاليات ومخاتير بببنين وكل من ساهم في انجاح المشروع.
واستهل الحفل بكلمة للجنة المياه القاها الدكتور عبدالرحيم ابراهيم والتي ركز فيها على اهمية المشروع وما تشكله من خشبة خلاص لازمة مياه الشرب التي تفاقمت في السنوات الأخيرة الى حد بعيد.
وذكر ابراهيم أن بعض الأسباب المباشرة لهذه الازمة تعود، من جهة، للتزايد المضطرد لعدد السكان والذي وصل الى نحو 50 الف نسمة، ومن جهة ثانية، لكثافة عدد النازحين السوريين بالمنطقة الذي ناهز 25 ألف نازح.
وقال ابراهيم: “إن ازمة المياه في ببنين لطالما كانت مستعصية، ولكن الأمل بالحل الموعود عاد من جديد عندما أتت مؤسسة رينه معوض، التي ذاع صيتها بلبنان على صعيد التنمية البشرية والمحلية، كشريك لهيئة مانحة هي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR. فهذه الهيئة قدمت وهي مشكورة الدعم والتمويل لعدة مشاريع تنموية في ببنين وكان آخرها البارحة حيث أقيم نشاط بيئي في حي الحريق وقبلاً لذات الحي مشروع ترميم مباني سكنية إستفاد منها السوريون واللبنانيون على حد سواء، مضيفا ان لاستفادة من التمويل المقدم من UNHCR بدأت مع مؤسسة رينيه معوض الإنسانية العريقة مسيرة انجاز هذا المشروع الحيوي الهام فقامت البلدية، بكل اركانها، وبكامل واجباتها، وقدمت كل الدعم المادي والمعنوي لانجاح هذا المشروع”.
واضاف: “انه ورغم المعوقات التي واجهتنا حقق هذا المشروع (خلال 8 أشهر فقط) رقماً قياسياً في التنفيذ. فحفرت البئر بعمق 450 متراً، وفاقت طاقتة الانتاجية ما كان متوقعاً بأضعاف، إذ بلغت في فترة الشح نحو 50 ليتراً بالثانية (ما يعادل 4320 متر مكعب باليوم). أما تكاليفه الإجمالية فقدرت بنحو 500 ألف دولار.ومع إنجاز هذا المشروع الهام بدأنا نحقق حلمنا وشعارنا كبلدية بأن لا شح بعد اليوم في ببنين لتعود من جديد الثقة المفقودة بمياه الشبكات”.
وذكر ابراهيم “انه ما من شك أن وزارة الطاقة والمياه، قد تنبهت منذ سنوات لمشكلة تأمين مياه الشرب للمنطقة وتحديداً ببنين، فدعموا دون تردد كافة المشاريع المقترحة لبلدتنا كأكبر حاضنة للنازحين السوريين. وبفضل رعاية معالي وزير الطاقة والمياه الاستاذ سيزار ابي خليل ومستشارته السيدة رندة النمر ابصرت هذه المشاريع النور”.
وتوجه ابراهيم كمسؤول عن لجنة المياه ومتابع دائم لقطاعها، باسم المجلس البلدي، وباسم أهالي ببنين، بالشكر الكبير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، ولمؤسسة رينه معوض، بشخص رئيسها التنفيذي، سعادة النائب الاستاذ ميشال معوض. كما خص بالشكر مدير عام مؤسسة مياه لبنان الشمالي الاستاذ خالد عبيد الذي قدم، منذ توليه منصبه كمدير عام مؤسسة مياه لبنان الشمالي، كل الرعاية والدعم والمتابعة الحثيثة للاسراع بتنفيذ هذا المشروع الهام. كما توجه بالشكر الخاص الى مدير الاستثمار بمؤسسة مياه لبنان الشمالي الاستاذ كابي نصر والفريق العامل بالمؤسسة.
وختم ابراهيم كلمته بعرض صور وفيديو قصير عن كافة مراحل مشروع بئر الريحانية موضوع الحفل.
من ثم كانت كلمة شكر لرئيس بلدية ببنين – العبدة كفاح الكسار، قال فيها “إننا تعهّدنا لابناء ببنين ان “لا عطشا بعد اليوم” وها هو الحلم يتحقق وها هو الامل ينجز وها هي الغاية التي من اجلها تعبنا وسخّرنا جميع طاقاتنا بدأت تتحقق وبدأنا بقطاف ثمارها”.
وتوجه لمعوض قائلا: “ليس بغريب عن هذا البيت ان نرى فيه هذا الكم من العطاء، اليوم تقدمون لنا المياه ومنذ عقدين واكثر قدمتم لنا الدم، لا عطاء ولا كرم انبل فقدمتم الرئيس الشهيد رينه معوض من اجل الوطن، شكرا على عطاءاتكم المتكررة، ادام الله مؤسسة معوض وعزها وجودها”.
واضاف: “ما يهم ببنين يهم كل الوطن والعكس صحيح، ببنين سبقت الجميع بعطاءاتها، حيث اعطت 27 شهيدا من ابناء الجيش، نستذكرهم اليوم، باسمهم وباسم اهاليهم نقدم كامل الشكر لمن كان لنا وفيا وقدم لنا شيئا من جهده، اليوم نعتبره عيد في هذه البلدة”.
من جهتها شكرت مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشمال آيتا شويت بلدية ببنين وسكانها الذين استضافوا اللاجئين، قائلة: “أدرك حجم الصعوبات والتحديات التي واجهتموها والتي ترتبط بالموارد الموجودة في المنطقة وتحديدا المياه، مشروعنا سيكون له اثر ايجابيا على المنطقة”.
واضافت: “سبب نجاح هذا المشروع يتعلق بالافراد وبالجهات المرتبطة بالمشروع من خلال الاجتماعات الدورية والتنسيق من اجل انجاح المشروع”.
الى ذلك شكر نصر فريق عمل “مؤسسة رينه معوض”، وقال: “فريق عمل المؤسسة خلية نحل فكل المشاريع التي قمنا فيها سوية تكللت بالنجاح وهذا دليل على جديتكم ومهنيتكم واحترافيتكم بالعمل”.
نصر قطع على اهالي ببنين عهدا بالمحافظة على البئر والحرص على استمرار عمله، وقال: “سننسي اهالي ببنين كلمة حرمان وسنعمل يدا بيد للمحافظة على الامانة التي سلّمتنا اياها بلدية ببنين”.
اما جبور فنقل عن وزير الطاقة تمنيانه في الاسراع بتسليم سلطة مياه ببنين الى مؤسسة مياه لبنان الشمالي لكي تتمكن الوزارة من المساعدة بشكل افعل، واستكمال ما تبقى من شبكات توزيع ومنشآت للمياه من موازنتها.
واضاف: “اقف اليوم قبل يومين من تشكيل الحكومة والتي امامها مسؤوليات كبيرة أولها تخفيف اعباء النزوح والذي لن يتحقق الا ببدء عملية عودة النازحين الامنة والكريمة الى ديارهم وهذا ما يتمنوه هم ونتمناه نحن لهم، ونحن كدولة لبنانية علينا ان نساهم من اجل انجاح هذا الامر، ونتمنى من المؤسسات الدولية وعلى رأسها الـUNHCR ان تساهم وتلعب دورا ايجابيا في العودة الامنة للنازحين والاستمرار في الوقت عينه بدعم المجتمع المضيف لان الاثر الذي تركته ازمة النزوح على المجتمع اللبناني واقتصاده والذي فاق الـ18 مليار دولار منذ بداية ازمة النزوح، لا نستطيع بموارد لبنان وامكانياته تعويضه اذا ما تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بهذا الموضوع”.
في الختام توجه الحضور لزيارة موقع البئر الارتوازية في الريحانية من ثم تناولوا الغداء في مطعم “الديوان” في ببنين.