أكد الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوض” النائب ميشال معوّض أنّ “جزءًا من المشاكل التي وصلنا اليها في لبنان سببه إهمالنا للقطاعات المنتجة لذلك يكفينا إهمالاً لهذه القطاعات وإدارة ظهرنا لتاريخنا”، مشيرًا إلى ان “اساس نجاح النموذج الاقتصادي اللبناني ما بعد الأمير فخر الدين كان مبنيًا على العلاقة البنيوية المبنية على الانتاج وعلى العلاقة بين اللبناني وأرضه”.
كلام معوّض جاء خلال ورشة عمل من تنظيم مركز الترويج للواردات من البلدان النامية CBI بالتعاون مع مؤسسة “رينه معوض” في فندق SmallVille – بدارو، تم خلالها إطلاق ومناقشة مشروع دعم صادرات الخضار والفاكهة الطازجة الى الاسواق الخارجية، الممول من المملكة الهولندية، بحضور الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوض” النائب ميشال معوض، سفير هولندا يان والتمانس، رئيس لجنة الزراعة في اتحاد الغرف اللبنانية روفائيل دبانة، المدير العام لـ”مؤسسة رينه معوض” نبيل معوض، بالاضافة الى مصدرين وممثلين عن غرف الصناعة والتجارة والاقتصاد، وهيئات اقتصادية واجتماعية وممثلين عن مؤسسات حكومية وغير حكومية.
معوض لفت الى “ان هذا المشروع الذي نحن في صدد مناقشته اليوم والذي نأمل ان يحقق نجاحا في الاعوام المقبلة يأتي استكمالا لمشروع “تنمية زراعة البطاطا والخضار الورقية لتحسين سبل العيش في المجتمعات المحلية” الممول من السفارة الهولندية في لبنان والذي كنا قد بدأناه منذ حوالي عامين وتكلل عمليا بالنجاح.
وقال: “مشروع تصدير البطاطا اتى بناء على اتفاقية موقعة بين لبنان والاتحاد الاوروبي منذ حوالي ست سنوات حيث يُسمح للبنان من خلالها بتصدير بعض الاصناف الزراعية ومنها البطاطا الى دول الاتحاد الاوروبي من دون حواجز جمركية بكمية تصل الى 50 الف طن سنويا”، مضيفا: “لكن على مدى 6 اعوام لم يستطع لبنان ان يصدر حتى ولو كيلوغراما واحدا من البطاطا لاسباب تتعلق بنوعية البطاطا ومواصفاتها على الرغم من ازالة العوائق الجمركية، لذا انطلاقا من هذا الواقع عملنا بتمويل من المملكة الهولندية على مواكبة وتجهيز المزارع وربطه بالمستورد الاوروبي بهدف اجراء تجربة نموذجية ناجحة وبالتالي تصدير البطاطا اللبنانية الى اوروبا وهذا ما حصل في العام 2018 حيث تمكنا من تصدير اول مستوعب بطاطا الى اوروبا ونحضر هذا العام لتصدير 300 طن”.
معوض عزا سبب عدم التمكن من تصدير الكمية المسموح بتصديرها والتي تصل الى 50 الف طن الى تقصير الدولة اللبنانية التي لم توقع على تجديد الاتفاقيات السنوية، مضيفا: “انطلاقا من النجاح الذي حققه مشروع البطاطا ارتأينا ان نعمم هذه التجربة ونوسعها من حيث كمية الصادرات من خلال تنويع الاصناف التي نريد ان نصدرها الى الاتحاد الاوروبي وبعد دراسة للسوق قررنا ان نعتمد 3 اصناف جديدة الى جانب البطاطا وهي العنب والافوكادو والكرز”.
معوض عدّد الجهات المستفيدة من هذا المشروع الذي يهدف الى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة انطلاقا من المزارعين والعمال الزراعيين اللبنانيين والاجانب مرورا بالاطفال المعرضين للخطر والمجتمعات الزراعية المحلية وصولا الى مراكز توضيب الخضار والفاكهة وبعض مؤسسات القطاع العام والخاص بالاضافة الى التعاونيات والخبراء الزراعيين. كما اشار معوض الى ان هذا المشروع يشمل 6 محافظات وهي عكار، لبنان الشمالي، بعلبك الهرمل، البقاع، النبطية ولبنان الجنوبي.
واردف: “تكمن اهمية هذا المشروع بالمقاربة الجديدة التي أرساها حيث ساهم بتحويل الزراعة اللبنانية الى زراعة نوعية قادرة ان تدخل الى اسواق جديدة ومتطورة. كما قلب المعادلة التي كانت قائمة التي تقول اننا نزرع وننتج ومن بعدها نبحث عن اسواق لتصدير منتجاتنا الى معادلة ندرس حاجات السوق ونبحث عن سبل لزراعة هذه المنتجات. كما يهدف المشروع الى الخروج من مبدأ الدعم التقليدي لمواكبة المزارع من اجل تنمية مستدامة والى تعزيز الشراكة بين الدول المانحة والقطاع العام والخاص والمؤسسات غير الحكومية والقطاع الاهلي”.
في الختام، شكر معوض المملكة الهولندية التي برهنت انها شريك للبنان ومعنية بالقضية اللبنانية، وان لا مصالح مباشرة لديها بقدر ما لديها مصالح استراتيجية باستقرار لبنان.
من جهته عبّر والتمانس عن سروره لوجوده في ورشة العمل، لافتا الى ان لبنان “يشكل أولوية عند المملكة الهولندية الى جانب العراق والاردن، والاسباب تعود الى أن الشعب الهولندي يولي اهتمامات كبيرة بالقضايا الإنسانية”، وأضاف: “نريد أن يبقى لبنان دولة مستقرة، كوننا دولة تؤمن بالأولويات فنحن ندعم لبنان ونشجع التجارة المنتظمة بين البلدين، إن كان بالزراعة، تصنيع الأغذية أوالمكونات الغذائية، فهي مجالات الاهتمام الرئيسية، وفي الأسبوع القادم، سنذهب في مهمة تجارية من لبنان مع 29 مشاركا، من بينهم مؤسسة “رينه معوض” إلى هولندا لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين”.
وقال “لقد عملنا مع مؤسسة رينه معوض خلال السنوات الأخيرة، وقد أدى هذا التعاون إلى تصدير البطاطا إلى الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ سنوات عديدة، وبسبب نجاح هذه الخطوة سوف نواصل هذا التعاون أيضًا مع مؤسسة معوض لمدة أربع سنوات أخرى، ليشمل انواع ومحاصيل أخرى، بما في ذلك الأفوكادو والتفاح والعنب والبطاطا لدعم المزارعين اللبنانيين وتحسين فرصهم لتصدير هذه المنتجات إلى خارج لبنان”.
أما دبانة فاعتبر ان ما تقوم به المملكة الهولندية من اجل لبنان ومنتجاته عمل استثنائي ويظهر مدى اهتمامها بلبنان وبالشعب اللبناني. وقال: “التحدي اليوم يقع على عاتقنا نحن من خلال ايجاد السبل الضرورية للاستفادة من المبادرة التي تقوم بها المملكة الهولندية لمساعدتنا في تسويق منتجاتنا”.
وجرى خلال ورشة العمل، مناقشة تفاصيل المشروع والمقاربة التقنية التي سيتم اعتمادها، عرضها خبراء من مؤسسة رينه معوض ومن مركز الترويج للواردات من البلدان النامية CBI، كما تم عرض لشروط التقديم لهذا المشروع الذي يعنى بالتصدير والبيئة المشجعة للتصدير.
يذكر أن مركز الترويج للواردات من البلدان النامية CBI، يهدف الى ربط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في البلدان النامية بالسوق الأوروبية، ما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام.