أكّد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض “اننا نمرّ بأصعب أزمة اقتصادية ونقدية ومالية واجتماعية منذ الحرب العالمية الاولى، فيما لا زلنا بلا حكومة قادرة على الانقاذ”.
معوض وفي مؤتمر صحافي من مجلس النواب تناول فيه آخر التطورات في الملف الحكومي وفي التعاطي مع التظاهرات، دان الفيديو الذي انتشر والذي كاد ان يؤدي الى فتنة مذهبية نعي خطورتها، معتبرا ان ما حصل ان كان على صعيد الاحداث التي جرت ليلا على الارض وان كان على الصعيد السياسي بتأجيل الاستشارات النيابية للمرة الثانية مقلق جدا، ويسقط الدولة ويؤدي إلى انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، مطالبا وزيرة الداخلية ريا الحسن بأن تأخذ إجراءات فعلية بحق المخلّين والميليشياويين.
ولفت معوض الى ان ”الحل سياسي اذا اردنا الخروج من الازمة، والحل لا يكون بحرق الخيم ولا بوضع القوى الامنية بوجه الناس”، وقال: “ما يجري من وضع القوى الامنية بوجه الناس يشكل خطرا وجوديا على لبنان وكل هدفنا يجب ان يكون مصالحة الناس مع المؤسسات وليس العكس”.
وقال: “الدستور اصبح من مرجع للاستقرار السياسي الى اداة لتقاذف المسؤوليات”، مشددا على انه “اذا اكملنا بهذه الطريقة سنذهب الى الفوضى والبطالة والهجرة والانهيار، وستتحول الانتفاضة الشعبية الى ثورة جوع”.
معوض اوضح ان “عنوان الحل السياسي تشكيل حكومة تواجه الازمة وتجد الحلول”، ومرتكزات الحكومة ان تكون حكومة مدعومة من القوى السياسية لتحصل على ثقة مجلس النواب كما تتمكن من استعادة ثقة الناس بمؤسساتها خصوصًا وأن الازمة طويلة، وان تصالح لبنان مع المجتمعين العربي الدولي اذ “لا نستطيع ان نخرج من ازمتنا من دون مساعدة لبنان للخروج منها، كما لا يمكننا ان نشتم الدول ثم نطلب مساعدتها”.
وشدد رئيس “حركة الاستقلال” على أنه “لا يمكن العودة الى تشكيل حكومة تعيد انتاج التركيبة القديمة، ولو بأسماء جديدة، اوصلت البلاد الى ما وصلت إليه من فشل بمحاربة الفساد ووضع سياسات تبني اقتصادًا منتجًا واحترام الدستور”.
وعن التطورات الحكومية، ذكّر معوض بقوله منذ بداية الثورة انه لن يعطي ثقته الا لحكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين “من رأسها لكعبها” يستطيعون تأمين المرتكزات الثلاث التي تحدث عنها، داعيًا الى “ان تتحمل القوى السياسية مسؤولياتها وتشكل هذا النوع من الحكومة فيما الآن يتمسك كل طرف بتوازناته وموقفه والمطلوب ليس تقاذف المسؤوليات”.
ولفت في هذا الاطار الى ان “التيار الوطني الحر” طوّر موقفه ولكن السؤال لمَ لم تحصل الاستشارات ولماذا طلب الرئيس سعد الحريري ارجاءها؟
معوض اوضح انه “كما كان مطلوبًا من “التيار الوطني الحر” ان يضحّي ويطوّر موقفه، المطلوب من بقية القوى السياسية القيام بذلك، الرئيس الحريري لا يمكن ان يتخطاه احد بموقعه الميثاقي والمطلوب منه كذلك ان يتنازل ويضحّي قليلًا ويخرج من “معادلة انا او لا احد”، مطالبًا “الحريري الذي احترمه كثيرا، ان يطوّر موقفه حتى نستطيع الوصول الى حل ويسمي رئيس حكومة يحاكي طلب الشارع ويكون قادرا على مواجهة التحديات المطلوبة منه في المرحلة المقبلة”.
وعن تسميته السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة، قال معوض: “اقترحت اسمه من باب الحل الحقيقي وهو اسم لم اخترعه ولديه خبرة سياسية وهو مقبول من الشارع ولديه علاقات دولية وعربية، والاهم ان الحريري سماه لكنه رُفض من قبل “الحزب” خلال المفاوضات”.
وأضاف: “بقدر إصراري على الرئيس الحريري لعدم الإكمال بمنطق “انا او لا احد” فأصرّ على احترام التسمية التي يطرحها الحريري، وعلى “حزب الله” ان يحترم من باب الميثاقية اي تسمية يقوم بها الحريري”.
وتوجه معوض الى “حزب الله” قائلًا، “من موقعي المختلف مع “حزب الله” على امور كثيرة، اتوجه اليه بالقول ان الخطر الحقيقي على الجميع هو بانهيار لبنان ولا افهم الكلام الذي يعتبر ان وصول حكومة برئاسة شخص مثل نواف سلام يشكل خطرًا على الحزب”. وسأل: ” كيف لحكومة من الاختصاصيين ان تشكل خطرًا على “حزب الله”؟ ألن يوقّع رئيس الجمهورية على تشكيلها، ألن تحصل على ثقة مجلس النواب؟ الخطر الحقيقي علينا جميعا هو الذهاب الى الفوضى والدمار المالي الشامل!”.
ورأى معوض انه على “الجميع تحمل مسؤولياته ودعم تشكيل حكومة تحاكي ألم اللبنانيين وأملهم ببلد يستحقوه وتبني مناعة الوطن وتقوم بالاصلاحات وعلينا جميعا المساهمة بإنقاذ لبنان”.