رحل مطران الاستقلال الثاني يوسف بشارة.
بحزن كبير وبرجاء أكبر أنعي إلى اللبنانيين شخصية تاريخية طبعت بهدوء وتواضع ولكن بصلابة المؤمن أسمى الحروف في زمن النضال والتوق إلى السيادة والحرية.
كيف لا والمطران المثلث الرحمة يوسف بشارة هو ابن بلدة عربة قزحيا في قضاء زغرتا، ابن وادي قنوبين، وادي القديسين الذي تشرّب منه قيم المارونية الحقة وعبق الإيمان وصلابة تلك الجبال لمواجهة كل التحديات.
رافق بطريرك الاستقلال مار نصرالله بطرس صفير، وكان أميناً على الكثير. ترأس لقاء قرنة شهوان من أجل استعادة السيادة اللبنانية على أسس الشراكة، فجمعنا بعاطفة الأب وحرصه، وكان قدوة لنا في الترفّع عن الصغائر لمصلحة الوطن، وعمل على تفعيل اللقاء إنطلاقا من التوفيق بين الحرص على الثوابت والمبادئ وبين إدارة التنوّع، ولعل هذا اكثر من نحتاجه اليوم في لبنان.
نفتقد اليوم شخصية سيادة المطران يوسف بشارة في أخطر مرحلة يمر بها وطننا، وسنبقى نستلهم تجربته ومثاله وكلماته ونصائحه لتشكل لنا منارة في مسيرتنا الوطنية نحو لبنان الذي حلمنا به معه ونعمل لأجله، لبنان الحر والسيد والمستقل بدولته القوية التي تحتكر القرار والسلاح فتحمي التنوّع والحريات وتؤمن العيش الكريم والخدمات والإنماء والازدهار لشعبها.
أتقدم بالتعزية القلبية من عائلته الصغرى ومن الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومجلس المطارنة الموارنة ومن أهلي في عربة قزحيا وزغرتا الزاوية ومن جميع اللبنانيين.
أرقد بسلام سيدنا بين الأبطال والأبرار والقديسين.