أكد رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض ان لا شعب في العالم عاش هذا التراكم من المصائب والذل والقهر والانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي والفقر والبطالة والهجرة كشعب لبنان، فهو يواجه اليوم ثالث اكبر ازمة اقتصادية مالية في العالم، كما شهد انفجارا دمّر المدينة وقتل ابناءها وكلّف لبنان اكثر من 15 مليار دولار من دون تحديد اي مسؤول عن هذه الجريمة لتاريخ اليوم لا بل المتهمون يحاولون الاعتداء على العدالة.
معوض، وفي مؤتمر صحافي من دارته في بعبدا، قال: “استرجعنا نهار الخميس في الرابع عشر من تشرين الاول مشاهد دم وقتل ورصاص وتلامذة خائفة، مشاهدا مؤلمة ومقلقة رافقت طفولتنا ولا نريدها ان ترافق طفولة اطفالنا “تُوجّت” بكلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من خلال كلام له اقل ما يقال عنه انه يحتوي على فائض من الاستقواء والتحريض الطائفي والمغالطات والاستفزازات، فلا يمكن ان نقبل بمحاولات تحميل حزب “القوات اللبنانية” التي انا على خلاف جوهري معها مسؤولية الدم في أحداث الطيونة – عين الرمانة وتركيب ملفات على طراز ملف كنيسة سيدة النجاة، فمن يركب ملفات لطرف يستطيع تركيب ملفات للجميع.
واضاف: “في عصر مواقع التواصل الاجتماعي اصبح من الصعب تركيب الملفات فهناك مئات المقاطع المصورة لما حصل بالاضافة الى وجود تغطية اعلامية مباشرة على الارض، والتحريض الطائفي والهجوم على “القوات اللبنانية” يدل بوضوح على ان هناك نيّة لرفع العصبيات الطائفية واعادة خطوط التماس بين اللبنانيين”.
معوض اكد اصراره على العدالة بأحداث الطيونة – عين الرمانة كإصراره على العدالة بالاحداث الاخرى، وقال: “مصرّون على اعطاء القضاء الكلمة الاخيرة على الرغم من ان سياق الوقائع واضح، فكان من المفترض ان تكون التظاهرة سلمية بين الطيونة وقصر العدل، لكن جزء من هؤلاء المتظاهرين وبمبادرة ليست بفردية حاولوا الدخول الى الاحياء بشعار “شيعة شعة” وحاولوا تخطي الجيش والتعدي على أملاك الناس فحصل ما حصل”. واضاف: “هذه الوقائع بالاضافة الى التحريض الذي سبقه قبل ايام، اي المواكبة التحريضية السياسية الاعلامية التي حصلت ان كان من جهة وزير الثقافة وصولا الى كلام المفتي قبلان الذي حمّل القاضي طارق البيطار مسؤولية الدم الذي ممكن ان يسقط الخميس بالاضافة الى الكلام الاعلامي الصادر عن “اعلام الممانعة”، خير دليل ان هناك فريقا يسعى الى افتعال المشاكل”.
وسأل: “ماذا لو حصلت هذه الاحداث في مناطق اخرى كزغرتا مثلا حيث يتواجد تيار المردة “الذي يرضخ لمطالب الحزب وامل لاسباب يعرفها اللبنانيون”، هل كان ليسقط دما في زغرتا ام لا؟”، مضيفا: “النية باحداث المشاكل واضحة لدى “حزب الله”.
الى ذلك اكد معوض ان كلام نصرالله عن امتلاكه 100 ألف مقاتل هو مزيج من الاستقواء وعرض لحماية اللبنانيين على شاكلة حماية النظام السوري لاهالي معلولة اي الحماية الطائفية المبنية على الذمية، وهو موجّه إلى كل لبناني حرّ رافض لمشروع الحزب في لبنان كما انه يؤكد المؤكد بان هذا السلاح موجّه الى الداخل، مضيفا: ” لا نريد حمايات طائفية ونرفض ان نكون ذمّيين، ومشكلتنا مع هذا النظام الذي يدعي حمايتنا ليست مشكلة طائفية بل لبنانية، وهنا نسأل هذا النظام الذي قتل القادة اللبنانيين من كمال جنبلاط الى بشير الجميل الى رينه معوض وصولا الى شهداء ثورة الارز، هذا النظام الذي وجّه مدافعه صوب الاشرفية وزحلة وعين الرمانة وصوب باب التبانة وطرابلس وحي ثكنة فتح الله ووجّه قنابله صوب مسجدي التقوى والسلام، هل دم هؤلاء حبرا؟ هل هذه هي منظومة الحماية التي تعرضها على اللبنانيين؟ المشكلة الحقيقية مع هذا النظام مشكلة سيادة ومشكلة حدود وترسيم حدود مع النظام السوري، ولن نقبل بناء اي علاقة ليست مبنية على الوضوح”.
واردف: “المستهدف الفعلي الاول في هذه المعركة هو مسار العدالة والحقيقة في ملف انفجار مرفأ بيروت من خلال تخيير اللبنانيين بين “السلم الاهلي” وبين العدالة والحقيقة، فحين فشلت المنظومة في الضغط على القضاء ولم تتمكن عبر تهديده من توقيف مسار العدالة وضعوا اللبنانيين امام خيارين اما الدم اما التنحي عن العدالة”، مضيفا: “لدينا ارتياب مشروع من حزب الله وتصرفاته، والسلم الأهلي الحقيقي هو المبني على العدالة”.
معوض رأى ان محاولة تصوير عمل القضاء على انه مسيّس هو مشروع اخضاع وحرب باردة مبنية على موازين قوى محلية اقليمية ودولية وليس سلما اهليا، فالسلم الاهلي المستدام والحقيقي هو الذي يبني سلاما وتعددية ووطن وبحبوحة ونمو، لذا الرد على هذا المخطط هو اولا بالتمسك بالعدالة وبالقضاء المستقل والدولة لا بالتشنجات الطائفية والدخول في فخ خطوط تماس وعصبيات.
هذا واعتبر معوض “ان المستهدف الفعلي الثاني من التحريض الجنوني الذي تمارسه هذه المنظومة هو الجيش وما تبقى من الدولة، فالمطلوب اخضاعنا وهنا اقول بضمير مرتاح ان الجيش اثبت بانه وبأصعب الظروف الضمانة الحقيقية لكل لبناني، لذا يجب الالتفاف حوله لتقويته، لان المشروع المقابل مشروع ميليشيا قوية وجيش خاضع وضعيف”.
اما المستهدف الفعلي الثالث وبحسب معوض فهو المعارضة السيادية التغييرية اللبنانية العابرة للطوائف وبالتحديد المعارضة اللبنانية الشيعية عبر التعبئة الطائفية التي تمارسها هذه المنظومة وخطوط التماس التي تسعى لاعادتها ومحاولة ارساء جو بأن المعركة تستهدف الشيعة وبالتالي تخوين والغاء اي صوت حر يقف خلف خطوط التماس، مضيفا: ” لن نقع في هذا الفخ ولن نقبل بهذا المنطق الذي اسقطته ثورة 17 تشرين ومشكلتنا مع الحزب ليست طائفية بل لبنانية وطنية بامتياز لانه احد جيوش ايران في المنطقة، مشكلتنا مع الحزب اننا لا نقبل ان نكون ساحة لايران بل نريد لبنان وطنا نهائيا سيدا حرا مستقلا ديموقراطيا اساسه حماية كرامة الانسان والمواطن اللبناني، مشكلتنا مع الحزب ان مشروعه مشروع صراع واخضاع ودم وعنف بينما مشروعنا مشروع دولة وعدالة وتعددية وبحبوحة وحياة، مشكلتنا مع الحزب انه الشريك الاساسي والحامي الفعلي لهذه المنظومة التي تخطف ارادتنا واحلامنا وتذلنا وحولتنا الى شعب يشحذ اللقمة والدواء والبنزين والمازوت بينما مشروعنا هو ان نعيش بكرامة تحت سقف الدولة والمؤسسات والقوانين وباستقرار حقيقي تحت سقف العدالة وان نبني بيئة حاضنة للاستثمار والنجاح اللبناني، وهنا اتوجه بالقول في ظل هذا البؤس والذل الذي يتعرض له الشعب اللبناني مستحضرا كلاما للرئيس رينه معوض عشية استشهاده “كفانا رهانات وكفانا مغامرات”.
واضاف: “معركتنا معركة سيادة وحياد ومعركة دولة حديثة وهذا يتطلب اسقاط اتفاق الدوحة الذي حوّل الدولة الى مجلس عشائر تحت سلطة ارادة حزب االله، معركتنا معركة مواطنية ودولة مدنية لا مركزية، معركة قضاء مستقل ومؤسسات نستطيع من خلالها محاربة الفساد، معركة بناء اقتصاد حر وعادل ومنتج”.
واذ اكد “ان هذه المعركة سنخوضها لبنانيا وليس طائفيا يدا بيد مع شركائنا السياديين التغييريين من قوى معارضة وثورية وقطاع خاص وقوى اغترابية”، جدد معوض دعوته لتوحيد الجهود لاسقاط السلطة الحاكمة وعدم التلهي بمعارك جانبية، والانتقال من مشروع اعتراضي الى مشروع تغييري سيادي يربط بين السيادة والاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي المالي من اجل بناء لبنان جديد”.