معوّض: نرفض تخييرنا بين الرضوخ في البيان الوزاري أو إسقاط الحكومة
وتفسير الدستور مناط بمجلس النواب مجتمعاً ولا يمكن لرئيسه أن يختصره
اعتبر رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض “ان هناك من يحاول ممارسة الضغوط والتهويل بتطيير الحكومة بذريعة أن مهلة الشهر لإنجاز البيان الوزاري هي مهلة إسقاط وليست مهلة حث، وذلك لوضعنا أمام خيارين: إما الرضوخ في البيان الوزاري وإما اعتبار الحكومة مستقيلة والذهاب الى استشارات نيابية”. وتوجه الى الرئيس نبيه بري بكل احترام بالقول “إن رئيس المجلس لا يختصر مجلس النواب وصلاحية تفسير الدستور مناطة بمجلس النواب مجتمعا وليس برئيس المجلس”.
وأكد أن “المعركة في لبنان هي بين لبنان الأرض والشعب والقيم ولبنان الجيش والشعب والمقاومة، بين لبنان شارل مالك ولبنان عدنان منصور وبين لبنان نداء بكركي ووثيقة بكركي ولبنان وثيقة التفاهم. المعركة هي حتماً بين لبنان العيش المشترك والمناصفة ولبنان التكفير وولاية الفقيه والمثالثة، بين الحداثة والنمو والبحبوحة والنجاح كما نجحتم في استراليا وحبّ الحياة وبين لبنان كتيبة عشاق الشهادة والتوابيت والانتحاريين وثقافة الموت”.
وتوّجه الى اللبنانيين المسيحيين بالقول إنه “ورغم كل ما مررنا به لم نقبل ولن نقبل ان نكون أهل ذمة. نحن نرفض الحماية من أي طرف لا من الديكتاتوريات ولا من الأنظمة الشمولية التي تدعي حماية الأقليات ولا من السلاح خارج الشرعية”.
كلام معوّض جاء في العشاء السنوي الثاني الذي أقامته منسقية “حركة الاستقلال” في سيدني برئاسة اسعد بركات بحضور حشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية ورجال اعمال وجمهور فاق الـ 800 شخص.
وحضر النائبان الأستراليان من أصل لبناني باربرة بيري وطوني عيسى، القنصل اللبناني جورج بيطار غانم، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان طربيه، ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان، ممثل رئيس ورهبان دير مار شربل الاب انطوان طعمة، رئيس الآباء المرسلين اللبنانيين الموارنة في استراليا الأب مارون موسى، ممثل المطران روبير رباط رئيس المجلس الابرشي مايكل رزق، الرئيس العالمي للجامعة الثقافية ميشال الدويهي، رئيس فرع ولاية نيو ساوث ويلز في الجامعة وسام قزي، ممثلو قوى واحزاب 14 آذار، رئيسا غرفة التجارة في سيدني وملبورن جو خطار وفادي الزوقي، رئيس بلدية بانكستاون كال عصفور، رئيس بلدية باراماتا جان شديد، رئيس بلدية هولورويد نصر كفروني وعدد من اعضاء البلديات.
كما شارك حشد كبير من رؤساء الجمعيات والمؤسسات والراوبط ورجال الاعمال والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية وعدد من الاعلاميين.
قدم المناسبة التي افتتحت بالنشيدين اللبناني والاسترالي ونشيد حركة الاستقلال ودقيقة صمت عن ارواح الشهداء، أنور حرب وجميل الدويهي. ثم بارك المناسبة المطران طربيه.
تحدث بداية باسم قوى ١٤ اذار رئيس مكتب “القوات اللبنانية” في سيدني شربل فخري فقال: “صحيح ان أوضاعا صعبة مرّت على لبنان، ولكن هذه المرة تبدو الامور أكثر مصيرية، فلأول مرة يهاجم حزب ولاية الفقيه رمز الدولة اللبنانية وعنوان وجودها، فخامة رئيس الجمهورية، بهذه الوقاحة. كما هاجموا رئيسا اسبق انما ليس بالبيان والمواقف بل بالاغتيال، الم يغتالوا الرئيس معوض لأنه عمل على قيام دولة حرة سيدة في لبنان؟”.
اضاف: “لقد اعتادوا على رئيس يمثّل سلاح الحزب، ويعطيه اولوية على سلاح الجيش اللبناني، رينيه معوض وميشال سليمان لم يفعلا ذلك. لقد اعتادوا على رئيس يتلهى بالصغائر التي يعطونها له ويترك الأمور المصيرية بيدهم وبيد أسيادهم بمجرد ان يتلقى مكالمة ولكنهم تفاجأوا بمن يرفض ذلك. ألم يرفض ذلك الرئيس معوض؟ اذا راجعنا خطابات ومواقف الرئيس معوض وكل رجالات 14 اذار ومنهم ضيفنا ميشال معوض، نرى بوضوح هذا الخط الاستقلالي المستقيم الوطني الواضح والشجاع الذي يسعى لكي يبني وطناً مستقلاً في ذاته، وقراره بيد دولته. لذلك لم نجد غرابة ان تكون ثورة ١٤ اذار تشبه الرئيس معوض، ولا نستغرب ان يكون الدكتور جعجع أقرب أصدقائه، واكثر من نسق وتعاون معه لإرساء مسيرة الدولة”.
ورأى أن “خط الاستقلال هو المستهدف بعد الطائف لعدم تحقيقه من قبل قوى الشر، بداية برينيه معوض، ونأمل أن يكون محمد شطح خاتمته”.
وأعرب الشيخ زيدان عن سروره للمشاركة بالمناسبة وحيّا معوض على مواقفه الوطنية الواضحة والصلبة وقال: “ان لهذا اللقاء نكهة خاصة مع حركة الاستقلال ومع نجل الرئيس رينه معوض الذي استشهد في سبيل الاستقلال. ونحن لن ننسى الشهيد معوض ولا شهداء الوطن كلهم”.
وشكر المطران طربيه في كلمته حركة الاستقلال ورئيسها ميشال معوض على التكريم. ونوّه بمواقفه الوطنية الصلبة. وقال ان الرئيس رينه معوض استشهد في يوم الاستقلال ومن اجل الاستقلال. وأثنى على مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وكانت كلمتا شكر لكل من فادي الزوقي وجان شديد.
معوض
والقى معوض كلمة شكر بالانكليزية والعربية حيا فيها الحضور والشخصيات الرسمية وقوى ١٤ آذار على المشاركة في الاحتفال الثاني للحركة في سيدني كما نوه بالدور الذي يلعبه المطران طربيه وخصوصا على صعيد المصالحات في لبنان، وتحدث عن آخر التطورات على الساحة اللبنانية وقال: “يحاول البعض تسخيف المعركة في لبنان وتصويرها أنها معركة بين فريقين سياسيين متساويين وان المعركة بين ٨ و ١٤ آذار هي كالتنافس بين حزبي العمال والأحرار في استراليا، وهذا تزوير للحقيقة حيث انه لا يوجد حزب يحمل السلاح ويقرر نيابة عن الأستراليين المحاربة في أندونيسيا مثلا، ولا يوجد حزب في استراليا يؤمن الحماية لمتهمين باغتيال قادة سياسيين ويعتبر أنهم قديسون على رغم وجود أكثر من ١٣ ألف دليل ضدهم. ولا يوجد في استراليا حزب يحتل العاصمة بقوة السلاح إذا لم يعجبه قرار اتخذ في مجلس الوزراء”.
أضاف: “يحاول البعض أيضاً تصوير المعركة على أنها مذهبية بين السنة والشيعة تضع المسيحيين أمام خيارين أما ان يكونوا على هامش التاريخ غير معنيين بصناعة مستقبل وطننا وأما ان نتحالف مع “حزب الله” تحت شعار حلف الأقليات وهذا تزوير للحقيقة.
وتابع: “المعركة في لبنان في الواقع هي بين لبنان الكيان والهوية والتاريخ، لبنان الحياد وإعلان بعبدا، وبين لبنان التبعية والساحة الخاضع لمصالح وصاية نظام سوري وآلة حرس ثوري إيراني. إنها معركة بين لبنان الدولة السيدة التي تحتكر السلاح وبين لبنان المليشيات والسلاح المتفشي. وهي معركة بين لبنان الشرعية ولبنان شريعة الغاب، وبين لبنان الحرية والديموقراطية وقبول الآخر وبين لبنان الأصابع المرفوعة والسلاح المرفوع على القادة السياسيين والمواطن اللبناني واستقراره ولقمة عيشه.
ان المعركة في لبنان هي بين لبنان الأرض والشعب والقيم ولبنان الجيش والشعب والمقاومة، بين لبنان شارل مالك ولبنان عدنان منصور وبين لبنان نداء بكركي ووثيقة بكركي ولبنان وثيقة التفاهم. المعركة هي حتماً بين لبنان العيش المشترك والمناصفة ولبنان التكفير وولاية الفقيه والمثالثة، بين الحداثة والنمو والبحبوحة والنجاح كما نجحتم في استراليا وحبّ الحياة وبين لبنان كتيبة عشاق الشهادة والتوابيت والانتحاريين وثقافة الموت”.
أضاف: “ان المعركة ليست بين السنة والشيعة وليست بين أقليات واكثريات إنما هي بين لبنان التطرف سواء كان سنيا ام شيعيا ام مسيحيا وبين لبنان الاعتدال. ان خيارنا ليس جبهة النصرة ولا داعش ولا “حزب الله”، فبين التطرف والتطرف خيارنا هو الاعتدال الصلب بالدفاع عن لبنان ونحن والاعتدال أكثرية”.
وتوجه الى المسيحيين اللبنانيين بالقول: “لا تدعوا أحدا يخيفكم على رغم الصعوبات التي نمر بها، وقد مر علينا أصعب منها بكثير وصمدنا وبقينا أقوياء وما زلنا. ورغم كل ما مررنا به لم نقبل ولن نقبل ان نكون أهل ذمة. نحن نرفض الحماية من أي طرف لا من الديكتاتوريات ولا من الأنظمة الشمولية التي تدعي حماية الأقليات ولا من السلاح خارج الشرعية”.
وقال: “نحن حماة لبنان ولا نريد حماية من أحد. نريد أن نبني لبنان يدا بيد مع الاعتدال الإسلامي في وطن الشراكة الندية وفي ظل دولة تحمي خياراتنا التاريخية لكي نعيش أحراراً على ارض لبنان”.
واعتبر معوض أن “الأرض هي المقدسة وليس السلاح” وتوجه الى نائب “حزب الله” حسين الموسوي الذي قال ان المقاومة تستمد شرعيتها من شرائع السماء قائلا: “لا يوجد شيء اسمه سلاح الهي. هناك سلاح دستوري وشرعي وسلاح غير دستوري وغير شرعي، وهذا ينطبق على سلاح “حزب الله”. فاحتلال بيروت واغتيال اللبنانيين ومحاربة الشعب السوري ليس مقاومة ونقطة على السطر”.
وحول البيان الوزاري قال: ان المعركة التي يخوضها الوزراء السياديون اليوم ليست مجرد معركة كلمات سخيفة لكي يمرر عبارة حق الشعب بالمقاومة إو صيغ لغوية، بل هي معركة رسم مستقبل لبنان ولا تجوز المساومة عليها مهما كان الثمن. نعم، لا للمساومة على إعلان بعبدا أو إعطاء أي غطاء شرعي لسلاح “حزب الله” أو أي سلاح خارج إطار الشرعية”.
وأكد أنه “في البدء كانت الكلمة. والكلمة هي التي تحدث عنها الرئيس ميشال سليمان حين قال ان الحبر يكتب التاريخ. والكلمة في نداء المطارنة الموارنة في العام ٢٠٠٠ وضعت المسمار الأساس في نعش الاحتلال السوري للبنان بعدما أطلقنا مع البطريرك صفير بطريرك الاستقلال، مسيرة الاستقلال الثاني”.
وعن الموضوع الحكومي قال: “ان هناك من يحاول ممارسة الضغوط والتهويل بتتطيير الحكومة بذريعة أن مهلة الشهر لإنجاز البيان الوزاري هي مهلة إسقاط وليست مهلة حث، وذلك لوضعنا أمام خيارين: إما الرضوخ في البيان الوزاري وإما اعتبار الحكومة مستقيلة والذهاب الى استشارات نيابية شبيهة للاستشارات التي انتجت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وهنا أتوجه الى الرئيس نبيه بري بكل احترام لشخصه وموقعه على رأس المجلي النيابي لأقول إن رئيس المجلس لا يختصر مجلس النواب وصلاحية تفسير الدستور مناطة بمجلس النواب مجتمعا وليس برئيس المجلس”.
ودعا معوض الجيل الثاني من اللبنانيين المولودين في استراليا الى المحافظة على التواصل مع وطنهم من خلال التمسك باللغة العربية ومن خلال محبتهم وولائهم لوطن أجدادهم مثلما هم اوفياء لأستراليا، وردد القول المأثور لكندي ليس المهم ما يقدمه لك وطنك بل ما تقدمه انت للوطن.
وتخلل المناسبة تكريم كل من المطران طربيه وجان شديد وفادي الذوقي الذين سلمهم معوض دروع “حركة الاستقلال” تقديرا لخدماتهم وعطاءاتهم للجالية اللبنانية ولبنان واستراليا. كما جرى عرض افلام وثائقية حول استشهاد الرئيس رينه معوض ومرحلة ثورة الأرز و”حركة الاستقلال”. كما قدم البرنامج الفني النجم جان خضير وشارك في فقراته الفنان يوسف رحمة.