معوّض لـ”المركزية”: هل نسي البعض أنني جمعت فرنجية ورفول وكرم في إهدن؟
معوّض: أمدّ يدي للإئتلاف فـي زغرتا من دون المساومة على مبادئي الوطنية!
بعد الضجـة التي رافقت مشـاركة رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض والنائب السابق جواد بولس فـي عشـاء “التيار الوطنـي الحر” في زغرتا- الزاوية، استغرب معوّض الضجة التي أثيرت حول مشاركته في العشاء، وقال للوكالة “المركزية”: “تلقيت الدعوة إلى العشاء ولبيتها بسرور لأنني كنت ولا أزال في طليعة المنادين بكسر الحواجز المسيحية- المسيحية، ولا يجب أن ينسى من فاتهم الأمر أنني جمعت في العشاء السنوي الذي أقمته في إهدن في آب 2016 طوني سليمان فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة مع النائب فادي كرم والمسؤول في “التيار الوطني الحر” بيار رفول الذي لم يكن وزيراً انذاك. فما الغرابة في تلبيتي دعوة “التيار” إلى عشائه السنوي”؟!
ورداً على سؤال عن اعتبار البعض أن تلبية الدعوة إلى العشاء في هذا التوقيت وفي ظل الاحتدام السياسي حملت بعض الاستفزاز لتيار “المردة”، أكد معوض أن “لا سبب للحديث عن استفزاز. أنا أعمل على بناء علاقة إيجابية مع “المردة”، وهذه العلاقة أثمرت تفاهماً في البلديات شمل الجميع ولم يستثنِ أحداً في عزّ التوتر السياسي على خلفية الانتخابات الرئاسية. ولكن العلاقات الإيجابية بين الأطراف لا تعني فرض فيتوات على أحد في علاقاته ولا تقيّد خطواته، وعلى سبيل المثال النائب فرنجية استقبل وزير الإعلام ملحم الرياشي في بنشعي، وقد يلتقي الوزير باسيل في أي لحظة، فأين المشكلة في ذلك؟”
ولكن ماذا عن اعتبار البعض أن الكلمات في عشاء “التيار” تضمّنت إعلاناً للتحالف الانتخابي بينكم وبين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في معركة انتخابية بوجه النائب سليمان فرنجية؟ يجيب معوّض: “الجميع يعلم أن ثمة علاقة تحالفية بيننا وبين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” وقد تمت ترجمتها في أكثر من معركة نقابية وطالبية، مثل انتخابات نقابة محامي الشمال والانتخابات الطالبية في جامعة سيدة اللويزة- برسا، تماماً كما أن المعركة السياسية القائمة بين “التيار الوطني الحر” و”المردة” ليست مستجدة، ولكن رغم ذلك لا “تيار المستقبل” ولا “حركة الاستقلال” في حال خصومة مع “المردة”، وحتى “القوات” هي في علاقة “حوارية مع “المردة”.
أما إذا كان المقصود حصراً معركة الانتخابات النيابية المقبلة، فقانون الانتخابات ليس واضحاً حتى اليوم، كما أن فريقنا لم يتخذ بعد القرار بتشكيل لائحة معركة في زغرتا. وأضيف أنه ليس خافياً على أحد، لا من القوى السياسية ولا من الرأي العام أو الإعلام، أنني أجريت لقاءات مع النائب سليمان فرنجية ومع طوني سليمان فرنجية بهدف دراسة إمكان تحييد زغرتا- الزاوية عن المعركة النيابية كما فعلنا بلدياً في عز الاحتقان السياسي، وذلك انطلاقاً من مصلحة زغرتا- الزاوية”.
ولدى سؤاله عن حقيقة ما يُنقل عن أن فرنجية عرض عليه في المفاوضات رئاسة كتلة زغرتا ومنصباً وزاريا، يضحك معوّض معلقاً: “أولاً، هذا الكلام ليس دقيقاً. وثانياً لم أجرِ مفاوضات يوماً بمنطق المحاصصة، بل بخلفية إعلاء شأن زغرتا- الزاوية وتجنيبها أي معركة في هذه المرحلة الضبابية، وسبق لنا أن نجحنا بهذا الخيار في الانتخابات البلدية والاختيارية. أما في المفاوضات حول الانتخابات النيابية، ومن دون الغوص في التفاصيل، فقاعدة نجاح أي ائتلاف تكمن في أن يكون مشابهاً للائتلاف بين الرئيس الراحل سليمان فرنجية والرئيس الشهيد رينه معوض على قاعدة استقلال الطرفين، وأي محاولة اليوم لربط الاتفاق بشروط سياسية على المستوى الوطني إنما يؤدي إلى إجهاض أي إمكانية للاتفاق. وبقدر حرصنا على إتمام اتفاق لمصلحة زغرتا- الزاوية نرفض أي محاولة إخضاع لقرارنا السياسي المستقل”.
ويتابع معوّض: “لنكن واضحين. أولاً، أنا لست مستعداً للمساومة على موقفي السيادي. فأنا لم ولن أقبل بأي سلاح خارج إطار الشرعية، كما أنني أعتبر نفسي حليفاً طبيعياً لكل من يرفع هذه الشعارات السيادية.
ثانياً، أنا متمسك بموقفي الداعم للتفاهم المسيحي وللعهد انطلاقاً من ضرورة إعادة التوازن إلى الشراكة الوطنية، وأسعى إلى توسيع رقعة هذا التفاهم.
ثالثاً، أنا متمسك بعلاقتي مع قوى الاعتدال الإسلامي، وعلاقتي هذه ثابتة وليست موسمية.
رابعاً، لا مساومة على موقفي المبدئي بمحاربة الفساد بكل أشكاله، وذلك انطلاقاً من اقتناعي بأنه في غياب الإصلاح الحقيقي فإن الهيكل اللبناني سيسقط على رؤوس الجميع”.
ويختم معوّض: “أنا مستمر بمد يدي للائتلاف في زغرتا- الزاوية ولتجنيب المنطقة معركة نحن بغنى عنها بعد تجربة الائتلاف البلدي، ولكنني لن أقبل بالمس بأي مبدأ من المبادئ التي أشرت إليها”.