أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض أن “الذين استشهدوا في انفجار الرويس هم كالذين سقطوا في القصيرأو حمص أو حلب قد ضحوا بحياتهم من أجل مشاريع ليس لها للاسف أي علاقة بلبنان ولا بمصالح اللبنانيين”.
وإذ عزّى أهل الشهداء، أدان بشدة الانفجار الارهابي الذي استهدف مواطنين لبنانيين أبرياء في الضاحية الجنوبية، مؤكدا” على أن استهداف أي لبناني هو استهداف لكل لبنان . كما استنكر معوض اطلاق النار الذي سمع في بعض المناطق ابتهاجا”، مشددا” على أن خطيئة حزب الله في توزيع البقلاوة بعد “سقوط القصير” أو بعد اغتيال جبران التويني ووسام الحسن لا يصحح بخطأ.
وأكد معوض على أن “ما وصلنا اليه اليوم يثبت أن شعار التدخل العسكري في سوريا من أجل حماية لبنان وظهر المقاومة من الخطر التكفيري هو شعار واهم وبعيد كل البعد عن الاسباب الحقيقية للانغماس في سوريا”.
وأضاف أن “مشروع ايران- “حزب الله” في لبنان لا يواجه مذهبياً بل وطنياً بالشراكة المسيحية- الاسلامية وبالالتفاف حول الدولة”.
ودعا معوّض “حزب الله” وكل القوى اللبنانية “الى التعاون من أجل إنقاذ لبنان والالتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يشكل اليوم آخر معقل للشرعية، وحول الجيش ليكون قوة سيادية تطبق القانون على الجميع وليس قوة فصل ترعى الامن بالتراضي”.
وتوجّه معوض الى قوى 14 آذار بالقول إنها لا تستطيع أن تستمر كما هي عليه، والمطلوب خطة عمل ومشروعاً واضحاً معلناً أن “حركة الاستقلال في صلب 14 آذار حين تكون ثابتة وواضحة وعلى قدر طموح جمهورها، ولكن نحن ضد 14 آذار حين تتخاذل وتناقض نفسها وتساوم.
ونحن في صلب 14 آذار عندما تدافع عن الشرعية وعن الدولة وعندما تحمي الاستحقاقات الدستورية. ونحن ضد 14 آذار عندما تشارك وتغطي تمديداً غير دستوري للمجلس النيابي، أو تتساهل مع سياسة الفراغ التي يحاول فرضها “حزب الله” على مؤسسات الدولة”.
وتطرّق معوّض الى الأخطار التي تتهدّد اللبنانيين والأجانب على طريق المطار داعياً الى ضرورة تشغيل مطار “رينه معوض” في القليعات مطالباً بألا “تقتصر المطالبة بتشغيل هذا المطار على ردّ فعل اعلامي كلما وقعت مشكلة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. هذا المطلب استراتيجي للبنان أولاً وللشمال ثانياً، ويجب أن يتعاطى معه الحلفاء قبل الأخصام بحزم وبخطة جدية”.
كلام معوّض جاء في العشاء السنوي الذي أقامته “جمعية المساعدات الاجتماعية” في مجمع اهدن كاونتري كلوب في حضورالوزيرة السابقة نايلة معوض، النائب السابق جواد بولس، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي، منسق حزب “القوات اللبنانية” في قضاء زغرتا ماريوس البعيني ومسؤول العلاقات السياسية في القضاء سركيس الدويهي، ممثل حزب “الكتائب اللبنانية” ميشال باخوس الدويهي، ممثل “تيار المستقبل” طارق عجاج، رئيس الجامعة الثقافية في العالم السيد ميشال الدويهي، السادة أسعد كرم ودونالد العبد،وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء الجمعيات والفعاليات الدينية والحزبية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والثقافية والتربوية في زغرتا – الزاوية وعدد من أعضاء وكوادر “حركة الاستقلال” وحشد شعبي من أبناء زغرتا الزاوية في لبنان وبلاد الاغتراب.
وبعد النشيد الوطني وكلمة الترحيب والتعريف عن الجمعية، وبعد تكريم الجمعية لعدد من الناجحين والمبدعين في زغرتا- الزاوية، ألقى معوض كلمة جاء فيها:
“الخميس تم استهداف منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية بانفجار إرهابي سقط بنتيجته حوالى 30 شهيدا و300 جريح. ولا بد لي بداية من أن أتوجه بالتعزية الى أهالي الشهداء وأن أتمنى للجرحى الشفاء العاجل وأن أؤكد ان ما حصل يصيبهم ويصيبنا، وان استهداف اي مواطن لبناني هو استهداف لنا جميعا، كما أن استهداف أي منطقة لبنانية هو استهداف لكل لبنان.
العمل الارهابي الذي طال الضاحية مدان ومرفوض وأيضا العمل الذي أقدمت عليه بعض المجموعات في بعض المناطق اللبنانية من اطلاق نار ابتهاجا مدان ومرفوض أيضا”.
أضاف: “حزب الله ارتكب خطيئة حين وزّع بقلاوة بعد “سقوط القصير” وبعد اغتيال جبران تويني ووسام الحسن ولكن الخطأ لا يصحّح بخطأ، ومن غير المقبول أن ندع خلافاتنا تعمي قلوبنا.
الذين استشهدوا في الضاحية هم مواطنون لبنانيون أبرياء، وفي المحصّلة تزول الخلافات، وما يبقى هو حتمية العيش معاً تحت راية وطن واحد اسمه لبنان.
الذين استشهدوا لبنانيون أبرياء واللبناني لم يبخل يوما بتقديم أغلى التضحيات في سبيل وطنه. ولكن للاسف الذين استشهدوا بالامس كالذين قتلوا في القصير أو حمص أو حلب أو غيرها من المدن السورية ضحوا بحياتهم من أجل مشاريع ليس لها علاقة لا بلبنان ولا بمصالح اللبنانيين.
الذي وصلنا اليه اليوم، وكل خوفنا أن يكون الآتي أعظم، هو بصراحة نتيجة حتمية لتدخل “حزب الله” في الحرب في سوريا خدمة لايران.
والذي وصلنا اليه اليوم يؤكد ان شعار التدخل العسكري في سوريا من أجل حماية لبنان وظهر المقاومة من الخطر التكفيري هو شعار واهم وبعيد كل البعد عن الاسباب الحقيقية للانغماس في سوريا.
أريد أن أذكركم بكلام قلته في 26 أيار الماضي أي بعد يوم واحد من اعلان السيد حسن المشاركة في معركة القصير في سوريا:
“الحقيقة هي أن اسقاط الحدود بين لبنان وسوريا وقتال “حزب الله” المباشر في سوريا على أسس مذهبية من أجل المصالح الايرانية كما ضرب أسس الدولة في لبنان، كل هذا لا يمكن أن يحمي لبنان ولا ظهر المقاومة بل يستجلب الخطر التكفيري وغيره من الاخطار الى الساحة اللبنانية”.
نعم ان التدخل في سوريا لا يحمي لبنان ولا يحمي ظهرالمقاومة بل يستجلب الاخطارالى الساحة اللبنانية.
سنبقى نكرر ان السلاح لا يحمي السلاح وان الامن الذاتي لا يمكنه أن يكون بديلا عن الدولة ومؤسساتها.
المكابرة لم تعد تفيد والهروب الى الامام لم يعد يفيد.
إنني أدعو من على هذا المنبر السيد حسن نصرالله الى الانسحاب فوراً من التدخل القاتل في سوريا والعودة الى مسار الدولة التي لا يمكن أن تقوم في ظل ازدواجية السلاح.
إنني أدعو “حزب الله” وكل القوى اللبنانية للتعاون من أجل انقاذ لبنان قبل فوات الاوان. وأدعوهم للالتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يشكل اليوم آخر معقل للشرعية.
إنني أدعوهم للالتفاف حول الجيش وتأمين الغطاء حتى يكون هذا الجيش قوة سيادية تطبق القانون على الجميع وليس قوة فصل ترعى الامن بالتراضي.
كما أنني أدعو الى تشكيل حكومة حيادية تعيد النبض الى قلب الدولة وتحمي مصالح لبنان واللبنانيين، والى الذهاب الى حوار جدي تحت رعاية رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية التي لا تكون الاّ في كنف الدولة وبإدارتها.
تابع معوض: “قبل انتخابات ال 2009 حين كنا في خضم الحملة الانتخابية كثر منكم سألوني: اذا أعدنا الاكثرية لـ 14 آذار هل قادرة أن تحكم؟
وحينها أجبتكم بصراحة وقلت لكم لا. لا يمكن لـ 14 آذار ولا لأي قوة سلمية ديمقراطية أن تحكم بوجود سلاح مسلّط عليها وعلى النظام اللبناني برّمته.
ولكن في الوقت نفسه قلت إن هناك ضرورة لأن تنال 14 آذار الاكثرية ليس من باب فئوي ولكن لمنع سقوط الشرعية بيد السلاح غير الشرعي وحينها يخرب لبنان.
هذا الذي حذّرت منه، ولسوء الحظ هذا الذي حصل.
استطاع “حزب الله” وقمصانه السود في مطلع الـ2011 أن يضع يده على الحكومة ومن خلالها على قرار الدولة برغم وجود قوى رفضت وضع اليد على الحكومة وانتفضت ما أدى الى استقالة الحكومة.
إذاً وضع “حزب الله” يده على الحكومة، ما سهّل عملياته الخارجية في سوريا والخليج وقبلها بلغاريا وقبرص وغيرها، ما وضع لبنان في مواجهة مع كل العالم حتى صار حمل جواز السفر اللبناني بمثابة تهمة في أكثرية مطارات العالم. وعرّض مصالح ملايين اللبنانيين المنتشرين في العالم للخطر، والذين لولاهم ما كان بقي لبنان صامداً.
ان وضع يد “حزب الله” على الدولة لم يؤدِّ لا الى إصلاح ولا الى تغيير ولا أعاد زغرتا الى الصف الاول، بل ارتدّ كارثة على كل بيت لبناني أيا كانت طائفته أو انتماؤه السياسي.
هل من بيت لبناني لا يشعر ان لبنان أصبح بلا حدود وبلا دولة وبلا قانون يحمي الناس؟
هل من بيت لبناني لا يشعر بوزر السلاح المنتشر في المدن والبلدات على حساب أمنه واستقراره؟
هل من بيت لبناني لا يشعر بتحول المجتمع اللبناني، المعتدل بطبيعته والذي يحب الحياة، مجتمعاً أكثر عنفاً وتطرفاً يخضع تدريجياً لحملة السلاح وفارضي الخوات؟
هل من أحد منكم لا يقلق عند وداع أو استقبال أو أقرباء له على المطار؟ ولسخرية القدر أن الخوف بات في حقيقته من طريق المطار!
من غير المقبول ان تتحول طريق مطارنا الدولي الوحيد بازاراً لاستدراج عروض اقليمية لمصلحة ايران.
من غير المقبول ان نشوّه العلاقات اللبنانية- التركية لترميم العلاقات الايرانية- التركية.
لكل هذه الاسباب كما للاسباب المتعلقة بإنماء الشمال، أصبح من الضروري ان نشغل مطار “رينه معوض” في القليعات.
ولا يجوز ان تقتصر المطالبة بتشغيل هذا المطار على ردّ فعل اعلامي كلما وقعت مشكلة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. هذا المطلب استراتيجي للبنان أولاً وللشمال ثانياً، ويجب أن يتعاطى معه الحلفاء قبل الأخصام بحزم وبخطة جدية.
أعود الى “حزب الله” لأقول إن مشروع ايران- “حزب الله” في لبنان لا يواجه مذهبياً، لا شيعياً ولا سنياً بمنطق التكفير أو بمنطق السلاح بوجه السلاح، ولا يواجه درزياً أو مسيحياً أو “ارثوذكسيا”. هذا المشروع لا يواجه إلاّ وطنياً بالشراكة المسيحية الاسلامية وبالالتفاف حول الدولة.
ولا شك انه في هذه المواجهة تتحمّل 14 آذار مسؤولية مفصلية وتاريخية.
لذلك لا يمكن لـ14 آذار أن تستمر كما هي عليه، ولا يكفي أن تأخذ مواقف مبدئية من السلاح. نريد خطة عمل ومشروعاً واضحاً.
نحن كحركة استقلال نعتبر أن مبادىء 14 آذار مجبولة بدم رينه معوض ونحن في صلب 14 آذارحين تكون 14 آذار ثابتة وواضحة وعلى قدر طموح جمهورها. ولكن نحن ضد 14 آذار حين تتخاذل وتناقض نفسها وتساوم.
نحن في صلب 14 آذار عندما تدافع عن الشرعية وعن الدولة وعندما تحمي الاستحقاقات الدستورية. ونحن ضد 14 آذار عندما تشارك أوتغطي تمديداً غير دستوري للمجلس النيابي، أو تتساهل مع سياسة الفراغ التي يحاول فرضها “حزب الله” على مؤسسات الدولة.
الاوضاع في زغرتا الزاوية
في ظل هذه المخاطر والتحديات التي تواجهنا ماذا يمكننا أن نقول عن أوضاعنا في زغرتا الزاوية؟
قلت سابقاً وأكرر إن زغرتا الزاوية لا يمكن أن تكون بخير إلاّ عندما يكون لبنان بخير وعندما تكون الدولة اللبنانية بخير.
وهنا للتذكير فقط، فإن “حزب الله” تمكن من وضع يده على الدولة والحكومة بواسطة القمصان السود وأوصلنا الى ما نحن عليه بفضل نائبين أو 3 نواب على الأكثر بحيث كان يمكن لنواب زغرتا- الزاوية وحدهم أن يمنعوا الانقلاب. فهل الدفاع المستميت لنواب زغرتا- الزاوية المنتخبين عن النظام السوري ومشروع “حزب الله “على حساب الدولة يصب في مصلحة أهل زغرتا- الزاوية؟
قلت وأكرر أيضاً إن زغرتا- الزاوية لا تكون بخير الا عندما تكون طرابلس بخير والاعتدال في طرابلس بخير.
وهنا أريد أن أطرح السؤال التالي: هل مساهمة نواب زغرتا الزاوية في حرب الالغاء ضد تيار المستقبل وإضعاف الاعتدال السني ما وضع طرابلس رهينة التطرّف يصب في مصلحة المسيحيين وفي مصلحة زغرتا الزاوية؟
وهل التعاطي مع بشرّي بإثارة النعرات ساعة يشاؤون، أو التعاطي مع الكورة والبترون على أساس نحن اقطاع وهولاء أزلامنا يصب في مصلحة زغرتا الزاوية ؟
نحن نعلن أنه إذا أراد أي شخص أو مجموعة من أي منطقة التعدي على أمن زغرتا أو كرامة زغرتا فسنكون في طليعة المدافعين عن أهلنا في زغرتا- الزاوية. انما وبالعزيمة نفسها لا يمكن أن نقبل أن يعتدي أي فرد أو مجموعة أو قوة سياسية في زغرتا- الزاوية على أمن وكرامة جيراننا وأحبائنا في طرابلس أوفي أي منطقة أخرى لاسباب لا علاقة لها بلبنان.
ليس هناك أي مشكلة بين زغرتا- الزاوية وطرابلس. نصف اهالي منطقتنا مصالحهم مرتبطة بطرابلس، وكثر من أهالي طرابلس يصطافون في اهدن. نحن أهل وسنبقى أهل شاء من شاء وأبى من أبى.
لا لزوم لا للكاميرات ولا لمجموعات أمنية. المطلوب أمر واحد وهو عدم التدخل في شؤون طرابلس أو أي منطقة لصالح نظام بشار الاسد.
وزغرتا- الزاوية لن تكون بخير أيضاً الا بمصالحة حقيقية وشراكة فعلية بين زغرتا والزاوية، والا عندما تتحول الزاوية من زاوية الى حجر زاوية وشريكة اساسية وحرة في تحديد المصير.
اطلقنا كل هذه المواقف الثوابت فأجابونا بأنهم هم وحدهم القادرون على اعادة زغرتا- الزاوية الى الصف الاول. وبأنهم هم وحدهم القادرون أن يواجهوا التحديات التي تعيشها منطقتنا.
زغرتا الزاوية ممثلة اليوم بوزيرين، أحدهما وزير دفاع، إضافة الى 3 نواب. وتيار المرده يحتكر السلطة البلدية في زغرتا وفي اتحاد البلديات.
فهل استطاع هؤلاء كلهم بأدائهم، أي الوزيرين والثلاثة نواب وبلدية زغرتا واتحاد البلديات أن يعيدوا زغرتا- الزاوية الى الصف الاول؟ أو أننا بتنا نعيش عصرغياب وافلاس حقيقي ان على مستوى التمثيل السياسي أو على المستوى الانمائي، وذلك بلسان حال حتى جمهورهم ؟
والمضحك المبكي أنه حين رأوا أن مشروعهم فشل بتنا نسمع كلاما من نوع “أين هم زعماء زغرتا”؟ لا يجوز تغطية السموات بالقبوات. فالمسؤولون عن ما وصلنا اليه ليسوا “زعماء زغرتا”، بل من احتكر تمثيل زغرتا في الحكومة والمجلس النيابي والبلديات على مدى الاربع سنوات الماضية ناهيك عن السلطة المطلقة التي مارسوها زمن الوصاية السورية. فالمطلوب محاسبة نواب زغرتا المنتخبين الذين ارادوا احتكار السلطة ففشلوا وكان فشلهم عظيماً!