أكّد الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة رينه معوّض” ميشال معوّض ان رفع الحرمان عن مناطق الأطراف، الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، الحد من المشاكل المرتبطة بالنزوح السوري، تطوير الاقتصاد في الأرياف، تمكين المواطن ليصبح فردًا منتجًا في المجتمع وتعليمه كيف يصطاد بدلًا من ان يتوسّل ليحصل على سمكة، بالاضافة الى تأمين عيش كريم له في أرضه مع عدالة اجتماعية، كلّها أهداف تصب في اساسيات رسالة مؤسسة رينه معوض التي تتخذ لها شعارا “لكي يبقى اللبناني في أرضه”.
معوض، وفي كلمة ألقاها من بلدية حلبا – عكار خلال الإعلان عن مشروع “تنمية زراعة البطاطا والخضار الورقية لتحسين سبل العيش في المجتمعات المحلية” المموّل من السفارة الهولندية في بيروت والمنفذ من مؤسسة رينه معوض، قال: “نحن هنا لافتتاح مشروع مهم جدا لعكار العزيزة على قلبي وللزراعة في لبنان، يستفيد منه بشكل مباشر اكثر من مئة مزارع و650 عاملا و4 تعاونيات زراعية، بالاضافة الى 15 امرأة و50 طفلا ما فوق الـ16 سنة”، فلا نريد ان تبقى كلمة “حرمان” مرتبطة بعكار بعد اليوم، بل نريد لهذه المنطقة الأبية ان تكون مثالا للتطوّر والانتاج”.
واذ شدّد على ان تمكين المرأة العاملة عبر تعزيز مشاركتها بالقطاع الزراعي ومعالجة مشكلة الاطفال العاملين من اهداف المشروع الاساسية، لفت معوّض الى أن أهمية مشروع تنمية زراعة البطاطا يهدف الى تشكيل نقلة نوعيّة للزراعة في عكار ان لجهة تطوير وتحسين تقنيات زراعة البطاطا والخضار ما يسمح بانتاج انواع جديدة من البطاطا تتلاءم اكثر وحاجات الأسواق المحلية والدولية بكلفة انتاج منخفضة، وان لجهة فتح اسواق جديدة لتصدير محصول البطاطا اللبنانية، خصوصاً وان الاسواق التقليدية تعيش ازمات كبيرة متعلقة بالظروف السياسية المحيطة بنا وظروف الاسواق الداخلية، وأزمة النقل البرّي للاسواق العربية.
معوّض أكد أنّ هذا المشروع يهدف الى تسهيل تصدير البطاطا اللبنانية الى الاسواق الأوروبية، وبالتالي الاستفادة من اتفاقية موقّعة بين لبنان والإتحاد الاوروبي يحق للبنان بموجبها تصدير 50 ألف طن من البطاطا سنوياً الى دول الاتحاد الاوروبي على ان تتناسب جودتها مع المعايير التي تفرضها هذه الأسواق وبأسعار انتاجية منافسة لها.
وقال: “اذا نجحنا من خلال هذا المشروع في تطوير الانتاج وفتح الاسواق، سنحوّل هذا المشروع الى “مشروع تجربة” نعمّمه في ما بعد على الزراعة في عكار”.
وفي الختام توجّه معوض بالشكر الى السفارة الهولندية والشعب الهولندي، قائلا: “هكذا نريد التعاون بين دول العالم، نريده مبنيا على تعزيز التنمية الاقتصادية وليس على التدخّل في شؤوننا الداخلية”. كما شكر التعاونيات الزراعية والمزارعين الذين شاركوا في هذا المشروع واهالي عكار، وفريق مؤسسة رينه معوض.
من جهته، القى والتمانز كلمة شكر فيها مؤسسة رينه معوّض، وأثنى على الامكانيات الضخمة التي تملكها عكار في القطاع الزراعي، وقال: “ليس لدينا مصلحة محدّدة مع لبنان، بل تربطنا علاقة قديمة مع هذا البلد تقتضي ان نقف الى جانبه في الايام الجميلة والمرّة”.
وأضاف: “للمرة الأولى في تاريخ هولندا قررت حكومتنا وضع لبنان على رأس أولوياتها، استجابا منا لتداعيات الازمة السورية على لبنان، وذلك من خلال تقديم الدعم المادي في مختلف القطاعات، كالتعليم والزراعة وخلق فرص عمل ومساعدة المجتمع اللبناني والبلديات والمؤسسات والشعب السوري لتخطي ازمة النزوح.
كما لفت الى ان بلاده مستمرة في دعمها للجيش اللبناني في حماية حدود لبنان وازالة الالغام المزروعة في حقوله، ودعم التجارة بين البلدين ودعم حقوق المواطنين.
واذ اكد على اهمية الدعم الخارجي للبنان، رأى والتمانز ان التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.
اما رئيس اتحاد بلديات نهر الأسطوان ورئيس الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في سهل عكار عمر الحايك، فقال: “نرى في هذا المشروع فرصة حقيقية لحلّ الازمات التي يعاني منها قطاع البطاطا والورقيات لذا نعمل جميعا لانجاحه والاستفادة من دعمكم الكريم”.
وللمناسبة قدّمت الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في سهل عكار دروعاً تكريمية لكل من معوّض ووالتمانز ورئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية LARI د. ميشال افرام ممثلا بمدير محطة العبدة للبحوث العلمية الزراعية المهندس ميشال عيسى الخوري، ومن ثم اقيم حفل كوكتيل في البلدية.
وكان سبق المؤتمر جولة ميدانية لمعوض ووالتمانز ووفد من السفارة الهولندية، بالاضافة الى رؤساء التعاونيات الزراعية وعدد من المزارعين على المواقع التي يجري فيها تنفيذ المشروع في العبدة وتل عباس الشرقي، يرافقهم فريق من مصلحة الابحاث العلمية الزراعية وآخر من مؤسسة رينه معوض، كما وُزّعت معدات زراعية على التعاونيات الزراعية المشاركة في المشروع.