أقيم قداس حاشد في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه ترأسّه المطران النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وعاونه الخوري اسطفان فرنجية والخوري جان مورا، والأب بول مرقص الدويهي، بحضور السفير البابوي المونسنيور غابرييل كاتشيا، والمونسنيور بطرس جبور ممثلا المطران جورج أبو جودة المطارنة وبولس اميل سعادة وبولس دحدح، ورئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابراهيم أبو راجل، رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم ممثلا بالاب يوسف سليمان مدير عام مدارس الرهبانية في لبنان ودول الإنتشار ،رئيس دير مار أنطونيوس جديدة زغرتا الأب الدكتور الياس حنا وعدد من كهنة زغرتا الزاوية. وخدمت القداس جوقة قاديشا.
وشارك في القداس إلى جانب الوزيرة نايلة معوض ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وعقيلته المحامية مارييل واولادهما، وعائلات الشهداء، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالوزير الياس بو صعب، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا النائب قاسم عبد العزيز، رئيس الحكومة تمام سلام الوزير ريمون عريجي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب سمير الجسر، الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل ممثلين بالنائب فادي الهبر، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور ممثلا بالدكتور خلدون الشريف، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا بالنائب احمد فتفت، الوزراء: أشرف ريفي ممثلا بعقيلته السيدة سليمة ريفي، بطرس حرب ممثلا بنجله مجد حرب، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ممثلاً بالدكتور بيار رفول، رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع وعقيلته ممثلين بالنائب أنطوان زهرا، رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب هنري حلو، النائب سليمان فرنجية ممثلا بالوزير السابق يوسف سعاده، كما حضر السيد طوني سليمان فرنجية.
وحضر النواب: محمد الصفدي، وخضر حبيب، جوزف معلوف، فادي كرم، أنطوان سعد، محمد كبارة، سامر سعاده، هادي حبيش، أمل أبو زيد، فؤاد السعد، كاظم الخير، خالد الضاهر وعماد الحوت وغسان مخيبر. وحضر الوزراء السابقون: مروان شربل، جو سركيس، فريج صابونجيان، جان عبيد ممثلا بنجله سليمان عبيد، فيصل كرامي ممثلا بالعميد سامي منقارة. والنواب السابقون: سايد عقل، جواد بولس، وقيصر معوض، مصطفى علوش ممثلا بالأستاذ درويش قضماني. وحضر من السلك الديبلوماسي: سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن.
كما حضر النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمره ممثلا بالسيّد روي أبو جوده، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بـالعميد عدنان سعيد، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بـالعميد علي هزيمة، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالمقدّم خطّار ناصر الدين، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالمقدم اسكندر يونس، مدير مخابرات الجيش العقيد طوني انطون ممثلا الركن كميل ضاهر، العميد شامل روكز، نائب رئيس الرابطة المارونية المحامي توفيق معوض، نقيب محامي الشمال عبدالله الشامي، نقيب المهندسين في الشمال ماريوس البعيني، نقيب الاطباء في الشمال الدكتور عمر عيّاش، ممثل نقيب المحررين الياس عون الأستاذ جوزف محفوض.
كما شارك في الذكرى قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، رئيس اتحاد بلديات زغرتا الزاوية زعني خير، رئيس بلدية زغرتا- اهدن الدكتور سيزار باسيم، عدد من رؤساء بلديات ومخاتير زغرتا والشمال، وفود وشخصيات حزبية منها: ممثل الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري عضو المكتب السياسي في التيار جورج بكاسيني، مسؤول العلاقات السياسية في “القوات اللبنانية” في زغرتا سركيس بهاء الدويهي على رأس وفد حزبي، منسق تيار “المستقبل” في قضاء زغرتا طارق عجاج، السيّد أسعد كرم، وفد من “التيار الوطني الحر” برئاسة بول المكاري، المهندس طوني ماروني منسق التيار الوطني الحر في طرابلس، ممثلون عن: حزب “الوطنيين الاحرار” و”حركة التجدد”، رئيس حركة الارض طلال الدويهي، عدد من نقباء المهن الحرة السابقين، إضافة الى حشد من رجال الدين وقيادات عسكرية وأمنية وعائلات الشهداء، وحشد من الفاعليات وممثلون عن الجمعيات والهيئات والدينية والاقتصادية والتربوية والثقافية والاجتماعية والمجالس البلدية والاختيارية وحشد كبير من أبناء زغرتا الزاوية.
عظة عبد الساتر
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر كلمة جاء فيها: ”أنقل إليكم بدايةً عاطفة صاحب الغبطة والنيافة، أبينا مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى الذي كلّفني أن أحتفل اليوم باسمه، بالذبيحة الإلهية على نية أنفس الرئيس الشهيد رينيه معوض ورفاقه وعلى نيّة عائلاتهم، فغبطته يرفع دوماً الصلاة على نية إهدن – زغرتا لتكون دوماً مقدّسة ولتبقى منبع الرجالات الكبار في الكنيسة والوطن، ومنبت الأبطال والشهداء القادرين على التجرّد وعلى بذل الذات من أجل أن يبقى لبنان والكنيسة في لبنان مقدسين، ومن أجل أن نحيا حياةً كريمة.
ضالون لم يُريدوا أن يخرج الوطن من الفوضى والعبثية، فكان انفجار صباح الأربعاء في الثاني والعشرين من تشرين الثاني سنة ألف وتسعماية
وتسع وثمانين ليغتال الرئيس الذي عقد العزم على إحقاق الحق وتطبيق العدالة ليعيش كلّ مواطن كريماً على أرضه وتُصان حقوقه.
أشرارٌ لم يقبلوا أن تنتهي الفتنة ويتوقّف التقاتل، فكمّنوا لرئيسٍ أراد أن يُحقّق السلم الأهلي، رئيس رفض منطق الغالب والمغلوب، ودعا الى الحوار بين جميع اللبنانيين، ورَغِب بإجراء المصالحات بين المناطق، وكرّس أيامه القليلة في سدّة الرئاسة ليحفظ كرامة كلّ مواطن من حيثما أتى والى أيّ دينٍ انتمى ومن أي فريقٍ كان.
عبيدٌ لمطامعهم رفضوا أن يعود لبنان بلداً سيّداً وحرّاً من أية وصايةٍ، فقتلوا يوم عيد الإستقلال، عيد الحرّية، من أقسم على صون سيادة الوطن من كلِّ تعدٍ، وعلى حماية شعبه من كلّ قهرٍ. أرادوا باغتياله نشر الخوف في قلوب الإستقلاليين، وخطف حُلم الشباب بلبنان جديدٍ، وزرع اليأس في روح من جاهدوا وانتظروا وأملوا بحياة أفضل. ولكنهم فشلوا!
هزّ الإنفجار الموكب فكان إكليل الشهادة للرئيس رينيه معوض ولرِفاقه: المقدّم جوزف رميا، سايد الياس مورا، جورج خوند، يعقوب السّقال، جوزف الباشا، رينه كعدو معوض وأسعد أنور معوض. ما هم ضحايا سقطت في عملٍ جبان، بل هم أبطال عبروا الموت ليبقوا أحياء. ما انتهَوا في القبر المظلم، بل يستمرّون في تاريخ لبنان المُنير وفي قلب كلّ وطنيّ أصيل، فينتصرون!
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بأحد ميلاد يوحنا المعمدان. يوحنا، هذا الصوت الذي صرخ الحقّ.هذا النبيّ الجريء الذي واجه الفاسد والمُسد وأنّبه. هذا الشاهد للحياة الأخرى الذي ما خاف الموت.كم يُشبهه شهداؤنا!
واليوم، وحتى لا يصير استشهاد أحبائنا مجرّد فاجعة من الماضي، واجبٌ علينا نحن أن نبتعد عن التدجيل ومحاباة الوجوه. واجبٌ علينا أن ننصر الغريب المظلوم وأن نرفع ظلم الظالم ولو كان أخانا. واجبٌ علينا أن نقاوم بنعمة الله، الميل الذي فينا نحو الماديَ والعابر والزائف. واجبٌ علينا أن نُصلح الفاسد فينا ومن حولنا. واجب علينا أن نتحّد وأن نعمل معاً. واجبٌ علينا أن نكون شهداء أحياء، يبذلون حياتهم حبّاً، لأننا نؤمن أنّ الإنسان كريمٌ في عينيّ الرب، وان الموت قد غُلبَ. آمين.”
ثم كانت كلمة لرئيس حركة الاستقلال ميشال معوض والتي لم تخل من الإشارات السياسية اللافتة، وجاء فيها:
“مرت 27 سنة على اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض. مرت 27 سنة على استشهاد الكولونيل رميا وجوزف الباشا ورينه كعدو وجورج خوند وسايد مورا وأسعد معوض ويعقوب السقال. لا زلت أشعر انهم موجودون حولي، أراهم في وجوه أهلهم واشقائهم واولادهم، وفي وجوه كل واحد منكم ممن بقي رغم كل شيء وفياً لخط الرئيس معوض والقضية التي استشهد من أجلها.
مرت 27 سنة وكأنها بالأمس… وكأنني بالأمس أراه في باريس للمرة الأخيرة عشية انتخابه ليلة 4 تشرين الثاني 1989… في تلك الليلة التي اخبرني فيها انه غداً سيتم مبدئياً انتخابه رئيساً للجمهورية وأن مهمته ستكون صعبة جداً… وخطرة، وانه إذا وقع له أي مكروه فسيعتمد عليّ لتحمّل مسؤولياتي والاهتمام بوالدتي وبشقيقتي، بالعائلة، بزغرتا.. وألّا أترك لبنان.
27 سنة مرت وما زلنا هنا يا أبي.. تعذبنا وتطوّقنا لكننا لم نركع في أي يوم.
لم نركع.. مثلما أنت لم تساوم فاغتالوك.
اغتالوك لأنك رئيس قوي، بأسلوبك الهادئ، بابتسامتك التي لم تفارقك يوماً، بدبلوماسيتك المعهودة وانت الذي وصفوك بأنك تحفر الجبل بإبرة.. وفي الوقت نفسه بصلابتك وعنفوانك ورفضك لأي مساومة على القضية اللبنانية… ولو لم تكن قوياً لما كانوا اغتالوك.
اغتالوك لأنهم خافوا من خطاب القسم وخطاب الاستقلال.
إغتالوك كي يغتالوا السيادة في الطائف لأنك رئيس سيادي بامتياز استطعتَ مصالحة سيادة لبنان مع انتمائه العربي، سيادي بإصرارك على بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية ومن دون أي شريك على مساحة الـ10452 كيلومترا مربعا، سيادي لأنك رفضت شنّ هجوم عسكري سوري على قصر الرئاسة اللبنانية. وسيادي كذلك لأنك رفضت ان تناقش تشكيل اول حكومة لبنانية بعد الطائف مع أي مسؤول غير لبناني، اذ ان القضايا اللبنانية تناقَش في لبنان ويجد المسؤولون اللبنانيون حلاً لها حسب الدستور اللبناني.. حسب الدستور اللبناني.
اغتالوك لأنك رمز وضمانة للميثاق والشراكة الحقيقية في لبنان، الشراكة الفعلية والمتوازنة بين كل مكونات الوطن، شراكة بلا منطق استقواء ومن دون أن يكون فيها لأحد هيمنة على أحد، شراكة تحت سقف الدولة والدستور لبناء لبنان وتطويره.
اغتالوك لأنك ابن المدرسة الشهابية، مدرسة المؤسسات الدستورية، لأنك كنت مصمّما على أن تبني كل المؤسسات على مختلف المستويات. المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية والرقابية، نعم الرقابية. كان همك بناء المؤسسات كي تصون الحريات وتحميها كي يعود لبنان منارة للديمقراطية والتطور، وكي يعيش اللبناني حراً وبكرامته في بلده.
اغتالوك كي يستبدلوا السيادة بالوصاية والشراكة بالهيمنة والمؤسسات بالمزارع والفساد.
مرت 27 سنة ونحن اليوم في بداية عهد جديد. حصل لغط كبير قبل الانتخابات الرئاسية وحصلت انقسامات ومواجهات كبيرة في كل الاتجاهات. وبكل واقعية أقول اليوم ان صفحة الانتخابات الرئاسية طوِيَت وأصبح للبنان رئيس جمهورية جديد، رئيس جمهورية محصّن بمصالحات وتفاهمات وشرعية مسيحية ووطنية.
أدعو من هذا المنطلق الى طيّ كل صفحات الخلافات التي حصلت، والى وضع حد للصراعات ومنطق التعطيل الذي يؤذي البلد والناس. كما أدعو الجميع الى الالتفاف حول العهد الجديد وحول فخامة رئيس الجمهورية لانّ أحداً لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع ولا يستثني احدا كما كان يقول الرئيس معوض. شكرا” لحضوركم، عاش لبنان.”
هذا وقد تمّ عرض فيلم تضمّن كلمة من خطاب الرئيس الشهيد رينه معوض.
وتقبلت أرملة الرئيس الشهيد الوزيرة نائلة معوض ونجلها ميشال والى جانبهما عائلات الشهداء، بعد القداس مصافحة الرحمة من المونسنيور كاتشيا والمطارنة والكهنة والرهبان. وكانوا قد تقبلوا قبل القداس، التعازي في دارة العائلة في زغرتا، من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وهيئات وأبناء زغرتا الزاوية.
وللمناسبة، انتشرت في شوارع زغرتا وقرى الزاوية الرئيسية لافتات مقتبسة من أقوال الرئيس الشهيد واخرى مذيلة بتوقيع من محبي وأنصار الرئيس الشهيد و”حركة الاستقلال”.